من تابع عن كثب ملامح ميزانية هذا العام يدرك أنها متوافقة لما أعلنته الدولة مسبقاً من خطة للإصلاح الاقتصادي والتنمية تحت عنوان ، برنامج التحول الوطني 2030 ، للنهوض بالاقتصاد والتحرر من الاعتماد على النفط والتي كان من أبرز نقاطها :
- صندوق سيادي من أضخم الصناديق السيادية عالمياً
- التحرر من النفط
- طرح أرامكو بالبورصة
- البطاقة الخضراء
- ثلاثون مليون معتمر
- التوظيف والقطاع الخاص
- صناعة عسكرية
- الإسكان والمشروعات
- مكافحة الفساد
وهذه الخطة اتضحت ملامحها في الإعلان عن الميزانية العامة للدولة ، للعام الحالي ١٤٣٧هـ/١٤٣٨هـ .
فالمؤتمر الصحفي لمعالي وزير المالية والوزراء ، الذي خلا من " لبس البشوت " ، بمناسبة إعلان الميزانية ، إنما هو خطوة إيجابية للأمام نحو الإصلاح الحقيقي نقل فيها المسؤول في الدولة الخطة والرؤية والسياسة للمواطن البسيط .
من هنا اتضحت جلياً للمواطن رؤية 2030 ، وهي في الحقيقة مبشرة وواعدة بالخير للمجتمع السعودي بكافة فئاته المختلفة .
وإن برنامج التوازن المالي الذي يُفصّل كيفية زيادة الإنتاج ، وما وضع من أهداف استراتيجية في الخمس سنوات الأولى ، إنما هي متطلبات لاستكمال المزيد من الخطط والأهداف المرجوة في برنامج التحول الوطني .
وما لاحظناه في ميزانية هذا العام ، إنها ميزانية توسعية ومنضبطة بمعناها الحقيقي ، تسير وفق خطط وبرامج تنموية إيجابية هادفة ، تحقق أهداف الرؤية السعودية ، روعي فيها التوازن والحفاظ على الانضباط المالي ، مع سياسة الوقوف مع القطاع الخاص والعمل معه بالتدرج ؛ لزيادة الكفاءة .
وما أكده معالي وزير المالية / محمد الجدعان أنه لن يكون هناك ضرائب على المواطن ولا على المقيم ولا على الشركات السعودية ، ما هو إلا دليل على الوضوح والشفافية .
ولاشك أن حساب المواطن الموحد الذي سينطلق قريباً ، نقلة نوعية للمضي قدماً ؛ لمواكبة برنامج التحول الوطني ، حيث أن هذا الحساب يتم بواسطته مساعدة المواطن ذا الدخل المحدود والمتوسط لدعمه مادياً والذي سيعمل إلكترونياً وفق آلية تقنية متطورة لمواجهة ارتفاع الأسعار .
فهنيئاً لهذا الشعب بقيادته وهنيئاً لقيادته به ، رغم الظروف الإقليمية في المنطقة ، والتجاذبات السياسية وحالة الحرب التي تعيشها هذه البلاد ، ومحاربة أهل الفكر المنحرف ، وما يبذل من جهد أمني وسياسي وما نواجهه من تحديات اقتصادية وأمنية ، إلا أن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - استطاعت رغم كل هذه التحديات بتوفيق الله ، أن تحقق الأمن والأمان لشعبها وأن ترسم الخطة الإصلاحية من أجل الاستقرار الأمني والاقتصادي والتنمية المستدامة .