عمق العلاقات السعودية المصرية قديمة منذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بعد أن وحد الدولة وأرسى العدل في أرجائها وعم الأمن في طرقاتها وجعل دستورها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
قام بزيارة مصر سنة ١٩٤٦م بعد أن زار الملك فاروق المملكة العربية السعودية سنة ١٩٤٥م وكانت أول زيارة رسمية خارجية للملك عبدالعزيز وبدأت العلاقات السعودية المصرية من منطلق قواسم مشتركة من أهمها الدين الإسلامي والعروبة والمصير المشترك وأخذت أبعاداً استراتيجية .
استمرت العلاقة بعد ثورة ٢٣ يوليو ١٩٥٢م التي قام بها الضباط الأحرار بقيادة محمد نجيب التي حولت مصر من حكم ملكي إلى حكم جمهوري ، ومع تولي جمال عبدالناصر مقاليد الحكم في مصر حصل بعض التوتر في عهده مع المملكة العربية السعودية وكان كل منهما يعي ويعلم بأن المملكة ومصر تمران بمرحلة اختلاف وليس خلاف وسرعان ما عادت العلاقات لسابق عهدها وأفضل .
ومع استلام أنور السادات جاءت لحظة اكتمال وتطبيق العلاقات الأخوية والاستراتيجية بين البلدين في حرب أكتوبر سنة ١٩٧٣م ووقف الملك فيصل رحمه الله موقف الشجاع المدافع عن دينه وعن الإسلام والعروبة وقام بقطع البترول عن أمريكا والغرب والمشاركة العسكرية وتم بتوفيق الله عبور خط بارليف وتحرير سيناء من إسرائيل وانتصر العرب
ولا يخفى على أحد بأن بعد هزيمة إسرائيل قامت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وتوترت العلاقات السعودية المصرية مجدداً وسرعان ما عادت الأخوة والعلاقة بينهما والنظر بما يعود بالنفع على البلدين ، ولم تتغير أيضاً عند تولي حسني مبارك حكم مصر بل شارك أشقائه دول الخليج إبان حرب الخليج وتحرير الكويت إلى أن حصلت ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١م
وفي هذا التوقيت أصبح منصب رئيس الجمهورية شاغراً ولم تترك المملكة العربية السعودية شقيقتها مصر التي استمرت بلا رئيس لمصر لمدة عام وأكثر وحدث قضية الجيزاوي الشهيرة الذي أُلقي القبض عليه في مطار الملك عبدالعزيز وبحوزته حبوب مخدرة مما حدا ببعض الأشخاص المتربصين بمحاولة اقتحام السفارة السعودية بالقاهرة وسحب سفير المملكة للرياض وعندها حضر وفد من جميع أطياف المجتمع المصري للاعتذار الأخوي الشريف للملك عبدالله رحمه الله الذي قبل الاعتذار وبعدها تمت إعادة السفير، وعند تولي محمد مرسي رئاسة مصر بقيت العلاقة بين البلدين جيدة ومن ثم تولى عبدالفتاح السيسي الرئاسة ولا شأن لأحد كيف تولى الرئاسة شأن مصري يخص المصريين لوحدهم واجتمع السيسي مع الملك سلمان في القاهرة في أبريل الماضي وتم توقيع عدد من الاتفاقيات وأعلن بأن تيران وصنافير جزيرتان سعوديتان مما أثار ردود فعل واسعة عند بعض وليس الكل من المصريين وبعض المتربصين من الأعداء الذين كانوا يمنون النفس بأي خلاف يحدث بين السعودية ومصر .
ووصولاً لمناسبة المقال بشأن تصويت مصر على المشروع الروسي هذا شأنهم ولم يقوم بالتصويت لا سمح الله بشيء يمس المملكة والتاريخ يقول بأن السيسي أو غيره في سدة الحكم بمصر ستبقى مواقف المملكة ثابتة تجاه شقيقتها مصر وستبقى مواقف مصر تجاه شقيقتها المملكة أيضاً ثابتة بوجود أي رئيس ينتخب .
بحكم أن للمملكة مكانة في قلوب المصريين بمختلف أطيافهم وللعلم بأني لم أسرد بعضاً من التاريخ السعودي المصري لتكراره على من يعرفه ولكن للتذكير ولمن لا يعرف التاريخ السعودي المصري عليه الاطلاع في صفحات التاريخ .
ما أود أن أصل له من خلال ما ذكرت بأن الذي يحدث بين السعودية ومصر قد يكون اختلاف في وجهات النظر ولكن لم يكن خلافاً لأن الخلاف لم يشاهد إلا في السوشال ميديا وأما على الصعيد الرسمي فكان اختلاف حضاري واحترام متبادل .
لعقلاء الشقيقتين :
كل الحوادث مبداهـا من النظـر
ومعظم النّار من مستصغر الشررِ