أخبرني أحد الأصدقاء عن طفله طالب المرحلة الابتدائية الذي رفع بالمنزل شعار ( كل شي بحقه ) مقابل خدمته لهم، و خلال نقاشنا فهمت منه أنه و الدته منذ سنوات وهم يغرقونه بالمال كونه بكرهم فله مصروفه الخاص وتلحقه المكافأت المالية إذا نجح أو عمل عملا طيباً ثم تطور الأمر و أصبحنا من باب حثه على الذهاب لشراء بعض المستلزمات المنزلية وتفاديا لرفضه وعناده نعطيه مقابل لذلك ، يقول الأب حتى تفأجات به قبل أسبوع عندما طلبت منه إنزال بعض الاغراض من السيارة يقول لي بإبتسامة غربية " عب بعشرة " !! لم استعوب في بداية الأمر وعندما استفهمت منه قال بـ( الفم الميان ) وبحركة عد النقود ( كل شي بحقه )!! صدمني كلامة، و الله إني خفت من تبعات هذا الكلام و هذا الطلب و عندما أخبرت أمه بذلك فاجأتني وهي مستاءة أن هذا شعاره في المنزل منذ فترة. لقد أصبح إبني يساومني و أخشى في المستقبل أن أشتري خدمته لي كالسائق و الشغالة .
بعدها بحثت عن هذا الموضوع لعلي أجد الحل لصاحبي قبل أن يتطور ويقع المحظور، كما أحببت أن انقل لكم ما فهمته ، ولعل أحد المختصين يفيدنا أكثر في موضوع استخدام المال في التربية للتعزيز أو الترغيب أو الترهيب و العقاب أو حدوده كمصروف، وقد وجدت أقوال و أراء مختلفة لكني سأورد لكم بعضاً مما فهمته :
استخدام المال كوسيلة في تربية الابناء و الاعتماد عليه قد تكون له عواقب وخيمة و نتائج عكسية خطيرة إذ يحولهم إلى ماديين استغلاليين إذا استخدم كمكافأة و قد يحولهم إلى لصوص و متسولين إذا استخدم كعقاب لذا لابد من الحذر وعدم الإفراط بالمال في التربية . والأفضل عند المكافأة ألا يكون المال هو أول ما يكافأ به بل تكون المكافأة المعنوية كالاحضان و القبلات و الثناء عليه أمام الآخرين هي المقام الأول، أيضا إذا أحببت أن تكون المكافاة عينية فلتكن منوعة كالألعاب و الرحلات و المطاعم و غيرها وليست نقدًا ، وإن كانت نقدا فلتكن مبلغًا بسيطًا و لا يكن دائما .. يعني نوّع في المكافاة واجعل النقد أخر شي و بحدود ضيقة .
وحتى لا يتحول أطفالنا إلى مرتشين ..إن كنت ممن يقدم العرض المالي قبل أن تطلب من إبنك و لاحظت أنه أصبح لا يخدمك إلا برشوة فمن الأن امتنع عن إعطائه المال و أفهمه حسب استيعابه و بطريقتك أن خدمته لك واجب شرعي و أنه من بره بكم، و أن خدمته لكم من أسباب محبتكم له، و أنك لن تدفع له و سيخدمك مجبرا .ثم كافئه معنويا عند أول خدمة مجانية يقدمها لك .. بعد ذلك استخدم معه ما ذكرناه .
الموضوع ليس سهلاً و لايجب أن يستهان به وكثير ممن تمرد وعق و انحرف من الابناء كان بسبب إغراقه بالمال في صغره أو حرمانه منه ، لا أقول كن بخيلاً ولكن الوسيطة و الاعتدال و لاتنس الدعاء ثم الدعاء و العمل الصالح رجاء صلاح الابناء.
التعليقات 3
3 pings
أبوعمر
11/07/2016 في 11:20 م[3] رابط التعليق
كلام في الصميم
(0)
(0)
أبوعمر
11/07/2016 في 11:22 م[3] رابط التعليق
الموضوع خطير
(0)
(0)
محمد الحربي
12/07/2016 في 1:06 ص[3] رابط التعليق
للاسف الشديد لقد وصل الى مرحله سيجدون صعوبه كبيره في اعادة تأهيله
انه بهذا التصرف لن يصبح فقط كما ذكر لص او متسول او حتى مرتشي
فالخوف الاكبر هو انه اصبح فريسة سهلة يمكن استغلال حبه للمال في اي عمل يطلب منه الاقدام عليه مقابل المغريات التي قد تعرض عليه من المال
رحم الله حالهم وحفظه من اصدقاء السوء
(0)
(0)