قبل يومين كنت في سوق الاتصالات بالمدينة المنورة، لفت نظري و أدهشني أثناء دخولي لبعض المحلات، و المجمعات تركيبة عجيبة، وخلطة غريبة مكونة من شباب سعوديين و مجموعة من الإخوة الوافدين، حيث يتولى الشاب السعودي رد السلام و الترحيب و الابتسامة فقط ؛ثم بالإشارة يوجهك و كأنه يحيل معاملة إلى أحد الفاضين من الإخوة الوفدين الذين انتشروا في المحل لخدمة الزبائن ليتولى إتمام الصفقة معك، لاحظت أيضا صغر سن هؤلاء الشباب ، لم تدوم حالة الاندهاش طويلاً، فليس ( تحت القبة شيخ ) إذ زالت حينما تذكرت موضوع سعودة محلات الاتصالات؛وكيف أن هؤلاء الشباب مجرد واجهات من ورق، وستار يستتر به مافيا من الوافدين الذين يحاولون بكل ما أوتوا إفشال السعودة بإتيانها من مكمنها وضربها بأبنائها ممن رضي منهم أن يكون أجيراً وواجهة، وقناع براتب ضعيف بينما لو اشتغل بنفسه لنفسة لحقق أضعاف هذا الأجر ، ولعلي التمس له بعض العذر وهو عدم مقدرته المادية على افتتاح محل اتصالات، و كذلك حاجته للعمل ، أو عجزه عن المنافسة ومواجهة إتحاد المناديب مع الباعة الوافدين، وهنا يأتي دور صناديق دعم المشاريع الصغيرة، و البنوك، و القطاع الخاص لدعم من يرغب من الشباب ماديًا بقروض ميسرة بدون فوائد ، و معنويا بتقديم المشورة في التسويق و كل ما يلزم، وو ضعه على أو الطريق الصحيح ، و دور الجهات ذات العلاقة بتكثيف الحملات الرقابية، و حبذا لو أمكن وضع مندوب لمكتب العمل أو وزارة التجارة ليتواجد بصفة مستمرة - على الأقل - في مجمعات الاتصالات الكبيرة .
سعودة الاتصالات باب خير فُتح فتسع أعشار الرزق في التجارة ولكن للأسف لم يقتنع الكثير من شبابنا بهذا إما استحقارا لهذه المهنة، أو استقلالا للربح المادي، أو كسلاً وهو الأغلب،و أخشى أن تلحق سعودة الاتصالات بسعودة محلات الخضار وتبقى سعودة على ورق.