كل علاقة في هذه الحياة مصيرها النهاية
إلا الحب في الله. ... تصل لمرحلة التضحية ليشعر الإنسان بالسعادة
جميع العلاقات المعروفة :
علاقة الصداقة
علاقة الإخوة
علاقة الزمالة
علاقة المصلحة
لها وقتها وتنتهي مع الزمن
فعلاقة الصداقة ان لم تكن مبنية على التفاهم والتضحية والسعي لإسعاد الأصدقاء ومشاركتهم جميع مناسباتهم.
فنهايتها مع أول مرحلة زعل.
علاقة الاخوة تبقى ولكن تشوبها وتتداخل معها علاقات اجتماعية تختلط معها الأعمال بالعواطف وتنتهي ظاهرياً ولكنها تبقى إلى ما لا نهاية فهي علاقة الدم.
علاقة الزمالة. أسرع علاقة تنتهي لأنها تنتهي بنهاية العمل الذي جمع الزملاء.
هناك علاقات مثل المصلحة وهي أسوء أنواع العلاقات فهي لا نستطيع حتى ان نشير إليها أنها علاقة ... فهي علاقة المصلحة وهي اخطر أنواع العلاقات وأشدها فتكاً.على أي نوع من أنواع التعامل وهي أسرع الطرق لتدمير أجمل العلاقات.
تبقى علاقة الحب في الله.
اقوي أنواع العلاقات لا تشوبها شائبة وتبقى للأبد
مليئة بالتضحية والمسارعة إلى الخير بل إلى كل أنواع الخير.
الحب في الله ليست كلمة هي فعل وقول وعمل ... لا يدرك هذه المكانة إلا من كان قلبه رحيم وحنون وسليم ويقدم عمل الخير للغير من باب الإيثار على عمل الإنسان نفسه..
وأيضا هو أكثر أنواع العلاقات التي يفهمها الناس بشكل خاطئ.
فقد أكون قد أحببت شخصية معينة في الله بدون سبب او بسبب ثم ابدأ بإظهار حبي واخبر به.
فيصاب الإنسان الأخر بالعجب والحيرة ويحاول أو ينهي هذه العلاقة التي لم يفهمها اغلب الناس.
فالأرواح الطيبة النقية ان تلاقت واجتمعت استلطفت بعضها وأصبحت تميل لبعض وتشعر بالسعادة كلما يمر طيف أو ذكر لهذه الشخصيات وهذه القلوب الطيبة.
هذا، وإن للحب في الله ثوابا عظيما، فقد قال صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل: المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء. رواه الترمذي، وقال حسن صحيح. وفي الموطأ وصحيح ابن حبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تبارك وتعالى: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتزاورين فيّ.
هذا، ويستحب لمن أحب شخصا ما في الله أن يُعلمه بحبه له، فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل فقال يا رسول الله: إني لأحب هذا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعْلمته؟ قال: لا، قال: أعْلِمه. قال: فلحقه فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الله الذي أحببتني له. رواه أبو داود وحسنه الألباني.
تحب أخاً في الله ليس بينك و بينه قرابة، و لا نسب، و لا شراكة، ولا مصلحة، و لا عمل، و لا أخذ، و لا عطاء، و لا أبيض، و لا أصفر، تحبه لله، هذا أقدس أنواع الحب أن تحب أخاً في الله، و حينما يكون الحب بدافع مصلحة فهو قائم ما قامت المصلحة، فإذا تلاشت تلاشى هذا الحب.
((إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: أَيْنَ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي؟ الْيَوْمَ أُظِلُّهُمْ فِي ظِلِّي يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي))
[مسلم عن أبي هريرة ]
أي لهم عند الله مكانة كبيرة جداً، هم في ظل الله يوم القيامة، يوم يقوم الناس لرب العالمين، يوم يخاف الناس، يوم يفزع الناس، يوم يصعق الناس، هم في ظل الله يوم القيامة، يوم لا ظل إلا ظله، لأنهم تحابوا على غير أرحام بينهم، و قد قيل رب أخ لك لم تلده أمك.
فأنا. أعلنها إني أحبكم في الله.
نعم أحبكم في الله ولله ولن ارضي بديلا عنكم أبدا.
--------------------------------
الإعلامي والكاتب الصحفي :
أحمد عبدالغني الثقفي.
١٦/ ٩/ ١٤٣٧هـ.