ظهر قبل أيام على قناة العربية إعترافات أحد السجناء المغرر بهم والذي راح ضحية كغيرة لفتاوي التكفير والتضليل والنفير على ميادين القتال لصالح الجماعات المتطرفة التي تنفذ أجندة سياسية مدروسة بعناية مستغلة هؤلاء كطريق سهل يمكن الأخذ به وعبوره بسهولة إلى ميادين الاحتراب والاقتتال الطائفي , وأدلجتهم على الكيف بعد أن تم غسل خلال عقود مضت بأشرطة الكاسيت التحريضية والخطب الرنانة والمشاهد المتعوب عليها .
صناعة القتل والتحريض هي صناعة قديمة وقائمة على قدم وساق ولكنها صناعة دموية مؤسفة ولا تخدم الإنسانية ويقوم على تغذيتها والمباشرة عليها وصيانة آلاتها البشرية المؤدلجة جماعات منتشرة من المتأسلمين النشطين عبر قنوات التواصل والمخيمات الدعوية التي ينتشر وجودها في العطل والإجازات والمنتشرة في البراري والأركان وتقتات على اقتناص الصغار وحقنهم حزبياً وطائفياً وتفصيلهم على مقاس الحركة بالتمام والكمال بعد أن يتم استدراجهم عاطفياً والعزف على أوتار الحس لديهم بما لذ وطاب من الجنان والنعيم المقيم والحور العين اللاتي ينتظرن قدومهم واستشاهدهم بفارغ الصبر في ميادين العزة والكرامة .
ولكن أين هؤلاء المحرضين وأبناؤهم ومن يعز عليهم من الأقارب والأحبة من ساحات النزال والجهاد المزعوم ؟ .. لا أحد يتذكر بأن أحدهم ذات صدفة قد نذر نفسه أو أحداً من بنيه لصالح تيار أو جماعة معينة , بل على العكس تماماً فهم نجوم فضائيون ويقتنون الكثير من الممجدين والأتباع والمطبلين وتجار الفلورز والرتويت الوهمي المأجورين .. ولا يخدم بخيل .
المبادرة القنانوية التي تبناها المحامي عبدالرحمن اللاحم في ملاحقة المحرضين عبر القواعد الشرعية والقانونية تعد طريقاً صحيحاَ وآمناً ستحد من فاعليتهم وخطرهم الذي امتد على مساحة ثلاثة عقود وهو واجب ديني ووطني وإنساني في نفس الوقت .