وفقا ً للكتاب السنوي الصادر عن مكتب إحصاءات الهجرة التابع لوزارة الأمن الوطني الأمريكية فقد بلغ عدد السعوديين المتقدمين بطلب الإقامة القانونية الدائمة في أمريكا بين أعوام 2001 - 2010 نحو 11 ألفا ً و 721 شخصا ً .
وسبق أن حذر عضو مجلس الشورى الدكتور صدقة فاضل في توصيته التي طرحها على هامش تقرير وزارة الخارجية ضمن جلسات مجلس الشورى التي عقدت مؤخراً حينما ذكر بأن أكثر من مليون مواطن سعودي يقيمون بصفة دائمة خارج المملكة داعيا ً إلى ضرورة دراسة هذه الظاهرة ومسبباتها والوقوف على كل أبعادها قبل أن تشكل تهديداً أمنياً واجتماعياً .
وتناول الإعلام مباشرة تلك التوصية الهامة وشخصها مبدئيا ً العديد من الكتاب وأرباب الفكر وتم فرد مساحات موسعة على صفحات الجرائد وهذا جانب صحي يدل على أن الإعلام هو من يشكل الرأي العام ويطرح الفكرة إجمالا ً بيد صناع القرار .
وعلى اعتبار ما سلف ولأن حياة المشروعات هي بناء الأفكار وتطويرها وصقلها على أرض الواقع لا بد أن نحيط جميعا ً بالأسباب التي أدت الى ظهور بوادر الهجرة إلى الخارج لأكثر من مليون مهاجر هاجروا بأموالهم وأنفسهم كما ذكر في التوصية والتي كان من أهم مسبباتها في المقام الأول سهولة الاستثمار في البلدان الأخرى , حرية الرأي والموقف والتوجه , الاستقرار والأمان الوظيفي والحوافز المهنية المجزية التي تفتقر إليها شركات القطاع الخاص لدينا , غياب ثقافة التمييز العنصري والمناطقي ووفرة الوظائف في ظل غياب تام لنزعة المحسوبيات والواسطات , وأخيراً ً توفر سبل الترفيه عامة بدون وصاية , بدون احتكار وهو الأمر الذي تم على أثره أمر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله باستحداث هذه الهيئة , وما كان الترفيه إلا ثقافة عامه يجب علمها وفكراً ممنهجا وصناعة قائمة قبل كل شيء , فخلق جو استثماري جاذب يسهل طبيعة الاستثمارات الخارجية يلغي خاصية الاحتكار وطمع رواد السياحة في الداخل هو أول بوادر هذه الصناعة وهذه هي إحدى رؤى عملية الإصلاح التنموي والتحول الاقتصادي لمملكة 2030 .
إعفاء المواطن من مرمطة الدوائر والمؤسسات العامة والخاصة ومكاتب التعقيب وشروط الاستثمار الصعبة فالترفيه استثمار ويحتاج إلى راحة مادية وذهنية .
رفع منسوب الوعي لدى الأوساط الثقافية والاجتماعية والاعتراف بأهمية وقانونية الفنون فالسينما والمسرح والمعارض التشكيلية والمتاحف وإعادة المهرجانات الفنية إلى سابق عهدها ركن أساسي ضمن منظومة الترفيه بغض النظر عن أهميتها كهوية وواجهة حضارية وذلك عن طريق خطة عمل تكاملية بين وزارة الثقافة والإعلام والهيئة والتنسيق بين الرواد والمستثمرين في هذا الجانب بما يتوافق مع الضوابط والأحكام يعتبر من أهم مكونات الترفيه التي لا بد أن تجتهد الهيئة لتحقيقها في القريب العاجل إن شاء الله .