العلاقة التاريخية بين المملكة ومصر علاقة لها خصوصية وميزة وقد جاءت زيارة خادم الحرمين الشريفين الأخيرة لمصر وما صاحبها من اتفاقيات ومشاريع تنموية واحتفاء شعبي ورسمي كامتداد للعلاقة التاريخية التي تربط الشعبين وما تمثله من تداخل وتكامل ديني ثقافي واجتماعي واقتصادي.
الزيارة وما صاحبها من اتفاقيات ومشاريع تنموية تعبر عن مفهوم جديد للتعاون والتكامل في المنطقة نتاجاً للإيمان الراسخ لدى القيادة في البلدين أن الأداء المرتبك للسياسة الأمريكية في المنطقة وما أحدثته من اختلالات وفراغات ثم تدعيم لدور بعض القوى الإقليمية (إيران) في المنطقة ليس في مصلحة الأمن والاستقرار والسلم إن على مستوى المنطقة أو العالم ولن يتم حل هذه الاختلالات إلا عن طريق بناء تحالفات إقليمية تشترك في نفس المصير وتعبر عن نفس الآمال والآلام وتسعى بإخلاص لتدعيم ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة .
ليس سراً أن الكثير من القوى السياسية العالمية ليست سعيدة بما تحقق من تقارب وتكامل على المحور السعودي المصري وذلك بما تمثله المملكة بحرميها من قيمة دينية كبيرة علاوة على الثقل السياسي والاقتصادي وبما تمثله مصر بنيلها وأزهرها وعمقها التاريخي والحضاري من قيمة وثقل يحسب حسابه في لعبة التوازنات الدولية وبناء المصالح ومناطق النفوذ .
إن الدعم الحقيقي الذي قدمته المملكة بقيادتها وثقلها السياسي لمصر العروبة هو الوقوف مع البطل الحقيقي الذي سير الأحداث في مصر (الشارع المصري) والاصطفاف معه والمراهنة على دوره الطليعي في قيادة مصر إلى بر الأمان لكي تمارس دورها القيادي في العالمين العربي والإسلامي وتعود إلى لعب دورها المأمول في لعبة التوازنات الدولية ضمن الظروف الراهنة .
إن قرار إقامة جسر الملك سلمان بن عبدالعزيز للربط بين المملكة ومصر قرار له قيمة حسية وقيمة معنوية توازي في مفعولها ماسيتحقق من منافع حسية يراها ويؤمن بها المشاهدون فالجسر سيكون بحول الله بعد اكتماله أول التقاء بري بين آسيا وأفريقيا بعد الحرب الكونية الثانية مما يزيد من لحمة التعاون العربي العربي في القارتين علاوة على تسهيل الارتباط بالعمق الأفريقي المسلم مما ينعكس إيجاباً على تسريع مشاريع التنمية وتكامل التعاون التنموي وزيادة التلاحم إيماناً بوحدة المصير .
إن التعاون التكاملي المصري السعودي تأصيل وتدعيم لقوى الخير والسلام والتنمية في المنطقة وضربة كبرى لقوى الشر والإرهاب و للمشاريع الشريرة التي تسوق لإيران كقوة إسلامية .
إن مانراه من نجاحات ليس وليد اللحظة بل هو نتاج عمل كبير لمجلس التنسيق السعودي المصري الذي مهد للزيارة الملكية لكي تكون نصاً كبيراً وعنواناً واضحاً لإقفال ملفات الفوضى التي أحدثتها سياسات الدول الكبرى التي تراعي مصالحها فقط فكان القرار الحازم والحكيم والفهم السياسي الناضج من القيادتين بأن المصير المشترك يحتم بناء تحالفات فاعلة مع قوى الخير الإقليمية وأنه هو السبيل لدرأ مخاطر هيمنة القوى الخارجية وقد قيل قديماً (ماحك جلدك مثل ظفرك ) .
( السعودية ومصر أخوة ومصير مشترك وتكامل في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية)
سماح سالم الرشيدي
حائل - المملكة العربية السعودية
التعليقات 1
1 pings
عزيز بن عدله
10/04/2016 في 7:06 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيك ابا طارق
(0)
(0)