متوحدٌ.. معَ وحدتي .. وعنائي
أشكو إلى ربّ الوجود بلائي!!
صمتي يحاصر مُهجتي وصراخكم:
غرس الفجيعة في عروق شقائي!!
هلاّ رحمتم غربتي وتوجعي
وأنا أنادي ما استجيب ندائي!!
وحدي وأنتم تمرحون بجانبي
لم تشعروا بدموعي الخرساء!!
إني أشاهد ما يدور وحسرتي
تجتاحني كعواصف هوجاء!!
أين القلوب الحانيات وأين من
يطفي لهيب الخوف من وعثائي؟
أين الأيادي البيض تمسح أدمعي !
وبدفئها تمحو صقيع عنائي؟
من أين أبدأ ؟ من سأشكو؟ كلكم
تتفرجون وتسمعون بكائي
ما هزكم هذا النحيب كأنكم
صمٌ أمام توسلي ورجائي
أنا في غيابات الأماني غارقٌ
وحدي بليل تأملي ودعائي
أجري إلى كلّ اتجاهٍ لااااااأرى
إلا سراباً في فسيح فضائي
وأعود منكسر الفؤاد محطماً
وأصبّ بعض الغيظ في أشيائي
وحدي: فليت الساخرين بلثغتي.
وبضحكتي. وبرقصتي. وغنائي
قربوا قليلاً كي يروا روحي التي
مُزجت بطهر سريرةٍ بيضاء
أسرجت قلبي في ظلام صدودكم
وكتبت حزني في جبين ردائي
ورميته للشمس فاسودّ الضحى
وقرأت حظي في جفون مسائي
وصلبت أنفاسي على وجع المدى
ورسمت وجهي في غمام حيائي
وغسلت ليلي في غدير وعودكم
وشهقت فاهتزت ضلوع سمائي
هلاّ قرأتم في الصباح ملامحي
وتفحّصت نبضاتكم إعيائي؟
وأنا أرى المجهول من مستقبلي
نصبَ الشِباك على دروب صفائي!!
أدري بما يجري ولم تدروا بما
في داخلي من حالك البُرَحَاء
لِي كل أحلام الأنام وخافقي
يغلي، وأرتال الهموم ورائي
لي مالكم .ولكم صريح مودتي
فمن الذين تعمّدوا إقصائي ؟
ومتى تفيق قلوبكم من غفلةٍ
حاكت خيوط البؤس حول هنائي؟
ومتى أحس بقربكم مني ومن
سيبث نور السعد في أرجائي؟
وحدي : فلا تتعجبوا من وحدةٍ
حملت إلى عرش الخلود لوائي
وحدي: ولكنّي أعود لِخالقي:
فأرى على باب الرحيم عزائي
*****