تداول الكثيرون من رواد وسائل التواصل الاجتماعي مقطع (العم معيض ) والذي انتشر بشكل واسع ولاقى رواجاً بين المتابعين وكأن الناس كانو ينتظرون مثل هذا العمل الخارق بشغف ، وتناولته وسائل الإعلام المقروئة منها والمشاهدة .
المتمعن لهذا المقطع يرى بأن كل منزلٍ عربي يتواجد فيه العم معيض ولا يكاد يخلو منزلاً من ذلك هذا إذا ابتعدنا عن المثالية الزائفة التي يدعيها البعض مع الاحتفاظ على تلك الألفاظ التي نطق بها العم معيض والتي قد لا تستساغ لدى البعض حيث أن اللعن محرم .
ولكن العجيب ردود الفعل المتباينة من خلال تهافت بعض من الشركات التي تسابقت بالكرم الحاتم على العم معيض بغض النظر عن وصول تلك الهدايا من عدمه لأننا نعلم أن تلك الشركات تبحث عن الاصطياد للفرص ، للبحث عن الشهرة والتعريف بنفسها للمستهلك دون الاهتمام بنوعية المادة .
وأيضاً تصريحات حقوق الإنسان السريعة والتي ركبت الموجة من غير تحقيق أو تأني والتي أزبدت وأرعدت وكنا ننتظر بما يهطل على العم معيض من عقوبات قاسية ورادعة والتي ذكرت بأن الأمر ربما يصل إلى حد السجن علماً بأن الموضوع كمشاهدة أولى شئ طبيعي.
ولا ننسى المدرسة التي يدرس فيها أبطال المقطع والتي سارعت بتكريم الأبناء وامتداحها لشطارتهم في المدرسة وكأنها كانت تتحين الفرص لتكريمهم لأنها تعدم وجود طٌرق أخرى لتكريم طلابها.
من وجهة نظري المتواضعة أن هذا المقطع أخذ أكبر من حجمه الحقيقي وأن الأمر جداً عادي ولم تكن هناك رسالة هادفة لا للمجتمع ولا للأطفال بشكلٍ خاص .
وقد إنشغل الناس عن المفيد بتعلم الدروس المستفادة من مثل هذه المقاطع وغيرها والتي تنتشر بالغث والسمين ، وانشغال المدرسة عن الاهتمام بطلابها حيث كان يٌفترض استغلال مثل هذه المواقف في تثقيفهم وتوعيتهم بأهمية احترام الممتلكات العامة والخاصة وليس لتكريمهم.
وأيضاً إن حقوق الإنسان انشغلت عن الأهم والمفيد كحماية المستهلك من غلاء الأسعار، وحماية المعنفين الحقيقين ومتابعتها طريقة تعامل الضمان الاجتماعي في حق آلاف المواطنين من استبعادهم لمجرد وجود عامل على كفالة المستفيد ، ومتابعة بعض تلك الإزالات التي تصدر على بعض الضعفاء والمساكين والتي نشاهدها عبر هذه المقاطع وغير هذه الحالات كُثر والتي تجاهلتها حقوق الإنسان ولا تسمعُ لهم ركزا .
للأسف الكل هنا يبحث عن الشهرة ولفت انتباه الناس واستغلال الفرص أياً كان موضوعها وحتى ولو كان تافهاً المهم الظهور عبر هذه الوسائل وهذا هو المهم .
ماذا بقي لنا،،، بقي أن نعرف هل المجتمع بحاجة ماسة إلى دراسات معمقة من قبل مختصين بشؤون المجتمعات ومعرفة سر تعاطي المجتمع مع مثل هذه المقاطع ، هل ذلك بسبب تعطش المجتمع للماضي في حرية تربية الأبناء من والديهم أو تربيتهم من قبل معلميهم ، أم إحساسهم بأنهم مكبلين بحقوق الإنسان والتي عادة تتعلق بالغريب والعجيب ، أم أنها مجرد فضفضة شعبوية لا أكثر ولا أقل .