في كوننا الفسيح تحوم من حولنا ظواهر كونية لا حصر لها، منها ما ترى بالعين البشرية المجردة ومنها ما أثبتها لنا العلم
( وكلٌ في فلك يسبحون ) ..

ومن هذه الظواهر العديدة والتي نراها كل يوم ، اختفاء النجوم بسطوع النور ، ومع كل صباح ننتظر حتى يحل الليل علينا لنراها من جديد تتلألأ في وسط السماء .

في دورينا السعودي هناك أيضاً ظاهرة تشبهها تماماً وهي ما تسمى " ظاهرة اختفاء النجوم " .

ففي حقبة من الزمن ليست ببعيدة ولازلنا نعيشها نلاحظ بروز اللاعب السعودي وتألقه الملفت جداً مع ناديه والمنتخب ، لدرجة أننا نتنبأ له بمستقبل عشر سنوات زاهرة بالإنجازات ، فتسلط عليه كل الأضواء ويعطى كل الألقاب الشخصية نرى فيه أجمل خلف لمن قد سبق، ولكن فجأة وبدون سابق إنذار يكون هذا النجم قد أفل واختفى .
فيطرح السؤال المعتاد في وسطنا الرياضي أين ذهب مستوى هذا اللاعب...؟

احترنا جميعاً في سبب تدني المستوى المفاجئ ، لماذا لم نرى في السابق هذا التدني في مستوى لاعبينا القدامى وفي (أساطيرنا الأولين)!!

هل يا ترى أضواء الشهرة وسطوعها هي من جعلت نجمنا السعودي في اضمحلال مستمر ، أم أنه الترف الذي يحصل عليه بمجرد عقد مالي واحد يسلب منه تفكيره من داخل الملعب إلى خارجه ؟

لماذا يتراخى اللاعب ويفقد مستواه وهو يعلم أنه له عمر افتراضي في المستطيل الأخضر .. فلماذا لا يحافظ على نفسه ؟
لنجده بعد ذلك في صراع مع ذاته وسباق لاستعادة ما تبقى من مستواه فلا يجد إلا خياله يركض ... والأمثلة على ذلك كثيرة

لاعبينا على المستوى الفردي لا يقارنون إلا مع كبار المحترفين حتى و إن بالغت ، فنجد المهارة الخرافية الأوروبية ونجد الروح والقتالية ولكن قد تختلف العقلية الاحترافية وتميزهم ، وهي سبب الاستمرارية مع كثير من الانضباط داخل الملعب وخارجه .

أعتقد أننا لا نختلف على مواهبنا ولكن الجميع يتفق أنهم يحتاجون للكثير من العقلية والثقافة الاحترافية والانضباط ثم الانضباط ثم الانضباط ، حتى يضمن النجم أن لا يتلاشى مبكراً ومع أول فلاشة ، ولكم في كريري ونور وعبدالغني والشلهوب وكثير من أمثالهم قدوة ..

نملك نجوماً مؤهلين للاحتراف أكثر من أي منطقة أخرى في الخليج ، ولكن يجب أن يعلموا فقط أن الوصول للقمة والنجومية والركن عليها ليست هي النهاية في الحقيقة المحافظة عليها هي الأصعب لذلك يجب عدم التراخي واللعب لأجل كرة القدم وعشقها فقط حتى لا يفقدوا عشاقهم .

نملك في السعودية لاعبين وجيلاً لا يقهر نستطيع أن نصنع منهم أندية ومنتخبات لا تقهر وما الدوري السعودي أقوى دوري عربي والذي فتن حتى الغرباء بمشاهدته إلا خير دليل وبرهان على ذلك .

آخر همسة :
* من يضع ختم النهاية ، ومن يوقع على آخر التفاصيل -؟
فقد حكم على نفسة (بالفشل) .