تعاني ( بساس - وإن شئت قطاوة – حارتنا) من سمنة مفرطة أفقدتها حيويتها وقدرتها على المناورة، والكر، والفر، والبحث عن لقمة العيش ولسان حالها : " ما عاد لي بمطارد الصيد حاجة " فجزاى الله جيراننا خير الجزاء إذ لا يكاد يمر يوم إلا وقد تحولت جنبات منازلهم والمساحات الخالية في حينا إلى موائد رحمانية مدت عليها السفرات و بقايا أكياس الاسمنت، وشقت أكياس الزبالة ونثر عليها أنواع الرز، واللحوم، والإيدامات وقد تحلق حولها الأعداء بكل صفاء متناسين ومتجاوزين الغرائز الطبيعية ،فالقطط والطيور وبعض حشرات الزاحفة والطائرة في تجانس بيئي ممتع مستمتعين بهذه الموائد متعاونين " أمسك لي واقطعلك " ، لعل جيراني أفضل من غيرهم ممن يرمي بقايا الطعام في براميل الزبالة ، ولكني أتمنى عليهم إن كانوا سيستمرون بهذا الكرم أن يخففوا من بعض البهارات والدهون حفاظا على صحة هذه الكائنات الجميلة من الكلسترول والدهون والضغط والسكري ... والله يخارجنا !!.
لا يقتنع " ربعنا " بالصنف والصنفين على موائدهم ولا يقنعهم القليل الذي يقيم صلبهم أو حتى يشبعهم بل لابد من أن تملأ المعدة والأمعاء ويحشى البلعوم والمري ويمد سماط بالمتر الطولي عليه من الصحون و (السحال ) و الآنية المنوعة المليئة بما لذ وطاب وسر العين رؤياه مما تطوله أيديهم أو يرسل لهم .
هذا حال بعضنا للأسف فنحن بأشد الحاجة إلى توعية بكيفية الاقتصاد في الطعام، وعدم الهدر، والاستفادة من الفائض فقد بلغت قيمة الفاقد والهدر في الغذاء بالمملكة بما يقدر بـ49.833 مليار ريال سنويا حسب ما أعلنت وزارة الزراعة وو الله أننا محاسبون عنها، وصدق القائل في محكم التنزيل (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ).
التعليقات 1
1 pings
حمد العرق
10/03/2016 في 8:01 م[3] رابط التعليق
مقال رائع يابو جزا
مصيبة إذا وصل بنا التفكير الى صحة
(رواد النفايات) اجلكم الله
و هذا المقال يدق ناقوس الخطر
(صحتنا أولى) ❗️
(0)
(0)