《رنانة》 تلك التصريحات التي تطلقها الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد (نزاهة) والتي يدلي بها مسؤولوها في كل مناسبة !
ولكن.. يبقى هناك سؤال مازال يبحث عن إجابة وتفسيرات شافية وشفافة :
هل أن "تزاهة" - حقا - جادة وتعني ما تقول حين تطلق تصريحاتها التي تدعو فيها المواطنين للتعاون معها في مكافحة الفساد ؟!
فنحن - من دون شك -نسعد كمواطنين بدعوات كهذه، بل أنها شجعت الكثير منا على الامتثال والكشف عن حالات قساد وانتهاكات صريحة ، وبالتالي أميط اللثام عن تجاوزات البعض وجرأة الكثيرين على المال العام بالاختلاسات أوالهدر والتفريط والإهمال ..!
وهذا بلا ريب هو المأمول من كل مواطن (صالح) ويجب على كل مواطن أن يكون (صالحا) .. في كل حال و من اي موقع كان.
وبالتأكيد أن هذا الحس الوطني يحسب للمواطن، ويستحق علي غيرته كل الشكر والتقدير ، وفي الوقت نفسه يجب ان تقابل نزاهة هذا الحرص والحس الوطني بالاهتمام والجدية والنصرة والتفاعل في التعامل مع كل حالات الفساد التي يسهم المواطنون في كشفها من أي نوع وفي أي جهة تكون. دون تصنيف الحالات أو التمييز بينها في الجدية والتفاعل فلا تهتم ببعضها وتتجاهل البعض الآخر، وتحت أي مبرر كان لا مجال لهذا (الانتقاء) !
كذلك ليس منطقيا الاستسلام والضعف أمام نفوذ وسطوة الجهة التي تمارس حالة الفساد ولا اعتبار لدرجة المسؤول المشتبه فيه مهما كانت عالية.
فمن المهم عدم خذلان المواطن أو الموظف الشريف في أي حالة فساد يقوم بالإبلاغ عنها ويكشف عن تفاصيلها، سواءا كان ذلك بالإبلاغ بشكل مباشر أو غير المباشر من خلال التطرق إليها إعلاميا ، أو بأي صفة أسهمت في نقل المعلومة إلى المعنيين بمكافحتها من رجالات نزاهة ..
هذا الجهاز الذي منح الصلاحيات الكاملة ليفي بتعهداته كاملة في مكافحة هذا الوباء الفتاك، الذي بات ينخر في عظام الوزارات والإدارات ومؤسسات الدولة..!.
و لامجال لأي تقاعس أو إهمال أو تواني من قبل نزاهة في أداء واجباتها دون محاباة أو محسوبيات!
وهذه مسألة لا خيار فيها ولا استثناء
فملاحقة الفساد ومكافحته وصولا إلى القضاء عليه أصبحت هدفا أساسيا واجب التحقق. ومسؤولية وطنية ومجتمعية، ورافدا تنمويا ، وأمانة عظيمة تقع على عاتق هذا الجهاز في المقام الأول ،إضافة إلى كونها مسؤولية عامة تشمل الوطن بكل مواطنيه وكل العاملين والمقيمين فيه.
ولكن ..
قد يجد المواطن أو سواه من المقيمين ما يحول -أحيانا- دون المساهمة في هذا الواجب بكامل طاقته، أو قد يعاق في الوقوف في وجه الفساد لسبب أو لآخر .
أنما (الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد) لا تعذر أبدا في أي تهاون! وحرام عليها التنصل من واجباتها بأي حال من الأحوال لأنها الجهة الرسمية المكلفة من ولي الأمر بهذه المهمة وجاء قيامها وتشكيلها على هذا الأساس والنحو، وبهذه الغاية أنشئت ومن أجل هذا الهدف .
وهنا أوجه تساؤلي لهذه الهيئة الوطنية التي أوكل إليها ولي الأمر هذه المهمة وأمرها بأدائها بكل أمانة وإخلاص بكامل المسؤولية والقدرة والشمولية..! وأسأل:
لماذا لازالت "نزاهة" تتجاهل العشرات من بلاغات الفساد وكثيرا مما يصلها من أنباء الرشاوى والاختلاسات والعديد من روايات وحكايات الفساد وانتهاكات الفاسدين وكل ما يثار عبر الشاشات والصحف وفي كل وساءل الإعلام باختلاف أوصافها ومسمياتها؟!
. فاصلة :
لقد إمتلأ "جراب' النزاهة (قولا) ولم يزل "جراب" الفعل منها فارغا ..! فمتى سنراه (فعلا) بالنزاهة يمتلئ
حسين عقيل