خلال الأسبوع المنصرم كان من المفترض أن تكون مديرية الزراعة بالباحة أشبه بخلية النحل , تتواجد في كل مكان في كل منزل في كل حديقة أمام الجوامع الكبيرة عند إشارات المرور في العالم الافتراضي كذلك كان يجب أن تتواجد لا لشيء إلا لأن الأسبوع الماضي كان أسبوع الشجرة .
أسبوع الشجرة مر على المنطقة مرور الكرام للأسف , أقول مر على منطقة الباحة مرور الكرام , منطقة الباحة التي كانت سلة غذاء في الماضي , وكانت مكتفية غذائيا وتصدر للمناطق الأخرى ومنها مكة المكرمة وكانت تسمى ضيعة مكة , اليوم اين هي زراعيا ؟؟ هذا السؤال يجب ان تجيب عليه مديرية الزراعة بل وتفصل لنا تفصيلا مملا وهذا يعنيهم .
أما ما يعنيني فهو أن منطقتي لاتحضى بالعناية الكافية زراعيا بغض النظر عن ماكان يفترض أن يجري خلال أسبوع الشجرة من فعاليات تتضمن محاضرات وندوات وورش عمل وتوزيع مجاني للشتلات في الأماكن العامة وغيرها , ولكن ما جرى في الأسبوع المنصرم هو امتداد لسلسلة من الإهمال , فأشجار الزيتون تتناثر في الجبال وهي ( العتم ) مهمله لم تستصلح زراعيا وحتى أشجار الزيتون الحية والمنتجة لم تحضى إلا باهتمام أصحابها الذين زرعوها ورعوها , ولم تحضى بمهرجان يحويها ويروج لها كالرمان مثلا , وشجرة اللوز كذلك تزهر هذه الأيام ولكن من يجنيها ؟؟ للأسف أن أيدي العمالة الوافدة السائبة تتطاول عليها وتجنيها وتبيعها علنا في السوق بأغلى الأثمان في ظل غياب أهلها وإهمال الزراعة لها , ماذا لو أنظمت أيضا هذه الشجرة العريقة - التي كانت تشكل رقما صعبا في اقتصاد الأسرة قديما – لشجرة الزيتون في مهرجان واحد لاسيما وان اللوز يمكن ان يخزن وقتا طويلا يصل إلى سنة كاملة دون ان يفسد . فهل ستتصدى مديرية الزراعة لهكذا مهمة ؟
ولكن يرى البعض إن ندرة أو انعدام المياه يشكل عقبة في نشوء أو استمرار أي مشروع زراعي وهذا حق , بيد أن الحلول يجب أن تطرق وتنفذ واقعا , فمثلا لدينا اليوم مشروع جلب مياه الشرب من البحر الأحمر عبر مكة والطائف وبعد فترة وجيزة من المفترض أننا سنشرب من مياه البحر الأحمر المحلاة , عندئذ سنستغني بنسبة كبيرة عن مياه السدود , تنشأ حينها خزانات شبيهة بخزانات الخزن الاستراتيجي للمياه تخصص لمياه الزراعة فقط وتوزع بشكل متوازن جغرافيا على المنطقة , وتتولى شركة زراعية مهمة الإشراف عليها واستصلاح الأراضي الزراعية المهجورة طبعا بعد الاتفاق مع مالكيها في المحصول والدخل حتى تنتعش تلك الأراضي المهجورة وتسهم في تنمية المنطقة زراعيا ,وهذا بالطبع يجب أن يكون وفق إستراتيجية زراعية تعدها المديرية الموقرة لاستعادة مجد الباحة الزراعي فلسنا أقل من غيرنا ممن لايملك المقومات الكافية ومع ذلك نجح ونحن نملك أكثر مقومات نجاح أي مشروع زراعي ولكن نحتاج خططا عملية وإرادة وصبر .
لا أود أن اختم مقالي دون أن اشكر رجال الأعمال الذين سخروا أموالهم في أحداث كراسي علمية لدعم المنتجات الزراعية بالباحة ككرسي الشيخ العنقري لأبحاث الزيتون وكرسي الشيخ بقشان الذي استفادت منه الجمعية الزراعية في مجال العسل وإنتاجه , فكثر الله خيركم لقد غطيتم جزءا من قصور بعض الجهات المسؤولة فشكرا لكم وأتمنى أن أرى كراس علمية عديدة في جامعة الباحة بتمويل صرف من أبناء الباحة الأثرياء .