لقد حرّم الإسلام الضرار بكل صوره وأشكاله ، حتى حرّم الإضرار بالآخرين منذ ولادتهم إلى حين وفاتهم فالمكلف منهي عن كل فعل يترتب عليه إضرار الآخرين ، سواء قصد صاحبه الإضرار أم لم يقصد.
يتساهل بعض الناس أحيانا في انتهاك القوانين أو اللوائح والتجاوز على الآخرين وإيذاءهم بسلوكه غير المبالي أو تصرفه الأناني الذاتي، وتحديداً في الطرقات العامة أثناء القيادة من حيث رفع الأنوار العالية ذات الفلاشات البراقة التي تلحق الضرر بقائدي المركبات في الاتجاه المقابل ويسوّغ ذلك بأنه لم يضر أحدا، ولا ضير في مثل هذا التصرف اليسير بحسب ظنه وتصوره ويزعم أنه لا داعي للمبالغة أو تضخيم الأمور فالخطب يسير والأمر سهل، ونحو ذلك من عبارات تدل على التساهل في إيذاء الآخر والتعدي عليه، أو التجاوز على الأنظمة بالرغم من مخالفتها وفق لوائح المخالفات المرورية ، فنجد بعض قائدي المركبات لديه من تبلد الإحساس وسذاجة التفكير وعدم الاهتمام بالآخرين ما يحمله على الإضرار بهم وبالمجتمع من حيث لا يشعر.
هذا التساهل الخطير لايقف عند تصرفات بعض قائدي المركبات فحسب بل أن الجهات المعنية (المرور– أمن الطرق) تتحمل تبعيات هذا الضرر الخطير من خلال التهاون في تطبيق الإجراءات على المخالفين وخاصة أصحاب المركبات الخربة الذين يمتطون مركباتهم في ظل ضعف الرقابة على الطرقات العامة وأنوار سيارتهم على وضعية العالي وجلهم من العمالة الوافدة ممن تدربوا وتعلموا القيادة في وطنا الحبيب .
القيادة مسؤولية .. تتطلب توخي الحيطة والحذر .. والتهور هلاك وانتهاك وجرم لايقره لاعقل ولادين فهناك من يستخدم ردة فعله على الآخرين مبرراً تصرفه بالانتقام من قائد المركبة المقابل برفع الأنوار أثناء اقترابه منه مما يؤدي إلى تعرضه لزغللة بالعيون وربما يتحمل دعوة من قلب تلحق به الضرر جراء تصرفه الغير حضاري .
ظاهرة استخدام رفع الأنوار بشكل مفاجئ ظاهرة بدأت تتصاعد وللأسف في مجتمعنا أبطالها طيش شباب متهور لايدرك ظروف الطرف المقابل وبالتالي (ولّ سد الله عينك) !!
يحق لي أن استغيث وأطرح نداء مع كل مشوار لقائدي المركبات(تكفى.. لا تعميني) !! مع نسخة من الدعاء لـ"المرور" .
نتطلع أن يعي الجميع خطورة الظاهرة ويتم إيجاد حلول عاجلة للقضاء عليها وتكثيف التوعية بمخاطرها من خلال الخطب المنبرية في جوامعنا وجامعاتنا ومدارسنا ومجالس الأحياء .
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
مبارك
26/02/2016 في 3:36 ص[3] رابط التعليق
انت مبدع يا أبوعبدالله
سماح سالم الرشيدي
26/02/2016 في 6:21 ص[3] رابط التعليق
يكفي تبلداً وعدم إحساس بالمسؤلية ثقافتنا الفردية ( العربانية ) وَخِّرْ عن راع الملحا تجعله يسير بالطريق متغطرساً اشتدي ياأرض من قدي ، يساعده في ذلك ضعف تطبيق الأنظمة بل القوانين تطبق بالطريقة ( العربانية ) كل واحد يفزع لأبناء قبيلته لكي يخلصهم من تطبيق القوانين فتصبح القوانين ( عربانية )
عزيز بن عدله
26/02/2016 في 1:32 م[3] رابط التعليق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
ارسلت اليوم صباحاً تعليقاً على مقال رئيس التحرير الاستاذ بشير الرشيدي ولم تضاف مشاركتي في التعليق على مقال: تكفى … لاتعميني !!!
عسى المانع خيرً!
سعود الرشيدي
26/02/2016 في 3:53 م[3] رابط التعليق
لا تصدر هذه الفلاشات الضوئة الا من اشخاص جهله لا يقيمون للبشر والطريق ادنى احترام
هدانا الله واياهم
عزيز بن عدله
26/02/2016 في 5:24 م[3] رابط التعليق
شكراً ابا عبدالله ✋
واضيف…
مجتمعنا بحاجه إلى التأثير على عادات وسلوك النشء من أجل التغيير والأرتقاء بها إلى الأفضل وهذا لا ياتي من فراغ
بل بجهد وخطط مدروسه وتفعيل دور المربي والمعلم والمؤسسة التعليميه فإذا تضافرت الجهود بمشاركة الجهات المختصه الرسميه والحكوميه ومؤسسات المجتمع المدني تمكن المجتمع من تربية وتعليم براعمه على اسس متينه ترتقي به لعيش الحياه المثاليه والثقافة الحضاريه المشروطه بمحافظته على أصالته العريقه وعاداته وتقاليده الحميده مع تمسكه بثوابت الدين والوحدة الوطنية.
ظاهرة تكفى …. لاتعميني !!!
ظاهره كغيرها من الظواهر والعادات السيئة تصدر من فرد لم يتربى على سلوك حسن التعامل مع الآخرين وقد فقد التربيه المثاليه لا أقول يوماً بل فترة من الزمن .
هذا كمثل ذلك الفرد الذي يبصق في الشارع على طريق الماره وهلى مرأء منهم … !!!
وكمثل الذي أن أخطات عليه في السيرإما بتجاوز فأنحراف عليه عن غير قصد جاءتك ردة الفعل منه مجاراة بنفس الأسلوب
انها الأخلاق ..انها ثقافة المجتمع …
يقول احمد شوقي :
إنما الأمم بالأخلاق ما بقيت … فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
اقول ان مثل هذه العادات السيئة يجب على المجتمع واخص المشرعين من اصحاب القرار ان يناقشوا مشروعاً توعوياً تقافياً يرتقي بالجيل القادم إلى علوء في الأخلاق والسلوك وحسن التعامل مع الآخرين ويضعوا مسودة القرار بعد دراستها من جميع الجوانب …
المسئولية لاترمى على فرد بعينه او جهه او إداره أو مؤسسه بذاتها بل هي مشتركه فمثلاً : مسئولية تربية الأبناء لاتلقى على الأم وحدها ولا على الأب وحده ولا على المدرسة وحدها بل هي مشتركه.
إذن معالجة الظاهره السيئة تحتاج لإعداد خطط وبرامج مدروسه على اسس علميه فنحن ليس لدينا نوادي في الاحياء تعالج المشاكل وتثقف المجتمع صحياً وتوعوياً وثقافياً ان تكلمنا عن المدن .
ولجان التنميه الاجتماعيه التي تم تأسيسها من حولنا يبدوا انها ولدت عقيمه.
خلاصة ما أقول :
نريد على مدى ٧ سنوات جيل مثالي في علو الأخلاق واحترام الآخرين في التعامل وحسن الأدب والسلوك.
فهل من متبني لدراسة مثل هذا المشروع وعرضه على الجهه التشريعية المسئولة ؟؟؟
دمتم بود .. وإلى اللقاء