بقلم / عائض الشعلاني
نحن جميعاً كأفراد ومجتمعات كأي بلد من بلدان العالم نتعامل بطبيعتنا ونحب ونود الخير للجميع ربما لأننا على الفطرة وأصحاب عواطف جياشة ، وما الخير الذي نعيشه ويعيشه من يتعايش معنا في هذا الوطن الذي يحلم به الكثير من الناس أمن ورغد عيش ورزقٌ وفير من فضل الله تعالى يحصل عليه الجميع بدون استثناء ويقول المثل "على نياتكم تٌرزقون"
ولأننا على نياتنا نتهافت على فعل الخير هنا وهناك وعلى سبيل المثال وليس الحصر فنحن نقع دائماً تحت أمرين كبيرين أحدهما مساعدة المتسولين في الشوارع وفي المساجد والأمر الأخر عتق الرقاب وما أدراك ما الرقاب و تلك الكواليس بدون أن نكون أكثر حذاقة وتدقيق أين ستذهب هذه الأموال وصالح من وربما تستخدم في مساعدة أيادي ملطخة بالجريمة والقتل والإرهاب.
أو ربما تعتق مجرماً قتل ويريد أن يخرج ليقتل أيضاً فنكون نحن معول هدم شئنا أم أبينا قصص المتسولين لايمكن أن أحصرها في هذا المقام ولكن كلاً منا له تجربته الخاصة معهم ولا ننسى أن هناك جهات خيرية بإمكان أي مواطن أن يتجه إليها ويطرق بابها بدلاً من الشوارع والمواقف والأماكن العامة يستجدون من الناس ولا نعلم ما ورائهم وللمقيمين شأن وأي شأن فيمكن للجهات مثل مكافحة التسول أن تحاربهم بلا هوادة لتقضي عليهم بشكل نهائي وتسفيرهم إلى بلدانهم، أما مسألة الديات فلها شأن أخر فقد أصبح لها من يقوم على إدارتها وترتيب أوضاعها وتنسيق المكان والزمان ووضع طقوس خاصةً لها (وكل واحد عارف نصيبه )من المبالغ التي تدفع، لقد أصبح لها رواجاً ومكاسب خيالية على حساب أهل الخير وأهل الوجاهات الاجتماعية ,وهي فعلاً تحتاج لتدخل جاد وعاجل من الجهات الرسمية العُليا. والذي نريده هو تطبيق حكم الشرع في ذلك على كل من وجب عليه القصاص لأي سببٍ أو جُنحة أن لا تقبل الدولة فيهم ديات أو إعفاء تحت أي بند مادام أنه وقع في شراك نعله وأنا أقصد هنا من يُعاني مرضٍ نفسي أو متعاطي للمخدرات أو صاحب سوابق أخرى أو من أصحاب مقولات رأس مالك عشرة ريالات تدفعها القبيلة أو أهل الخير وكم سمعناها وعايشها الكثير من أهل الإصلاح
لابد من الوقوف وبقوة حيال مثل هذه الأمور. وعدم السماح أو التجاوز عنهم على وجه الإطلاق لكي لا تتكرر المآسي ويُفضل تنظيف المجتمع من هؤلاء الشراذم الفاسدة دماً وعقلاً وديناً والتي أوجعت الكبود وأدمعت العيون وأشاعة الأحزان وهم خارج التغطية وفي غياهيب الضياع وفاقدي البصر والبصيرة فلماذا تعاني منهم المجتمعات وعلى ماذا يصبرون عليهم وماذا تروجون من ورائهم غير الحسرات والندمات ، أصبحنا دائماً نصحوا على مثل هذه الكوارث هناك من قتل أمه وأباه وأخر إخوته وإخوانه وها نحن نصبح على قاتل ابنه يالها من مُفجعات مُبكيات وكوارث راسيات بسبب توهمات وخزعبلات تدور في خيالاتهم والغريب أن هناك من يعلم منهم بأحوال هؤلاء الأشخاص ولكنهم يتجاهلون الأمر حتى يقع الفأس في الرأس فما ذنب تلك الأرواح التي زٌهقت بسبب هذا العبث والتهاون ، وأظن أنهم شُركاء في هذا الجُرم كل من ساهم ودفع وسعى في الإصلاح كبيرهم وصغيرهم.
ياعالم يا ناس هؤلاء مرضى ومهلوسين باطن الأرض خيرٌ لهم من ظاهرها يخرج من قضية قتل فيعود من يومه بجريمة أخرى أين عقولكم أين حرصكم على أرواح الأبرياء .أنا أتوجه بهذا المقال للمسؤولين والأعيان ومن يعملون في إصلاح ذات البين كفاكم مجاملات على حساب مشاعر الناس وأرواحهم نحن لا نقطع أحداً من رحمة الله ولكن بالمقابل لا نريد العبث بتلك الأرواح البريئة.