في صباح باكر استيقظ احد المعلمين بعد عناء شاق ،ويوم كان مليئا بالمهام الموكلة إليه ، وبعد جهدا نفسيا مع عقول طلاب مختلفة الأبعاد ، وبعد انتقادات لاذعة من بعض المشرفين القائمة على بعض القصور التي لم تكن مقصودة من قبل المعلم . كل هذه الإشكاليات كانت "تعشعش " في رأس إنسان بسيط .حاله حال أي إنسان عادي ، لكن حتمية عمله تقول له : (أغسل عقلك من هذه الإشكاليات قبل أن تاطئ قدمك باب المدرسة لكي لاتؤثر على أدائك )
فالتبس الأمر على هذا المعلم بعد أن لبس ثوبه ، وتناول دفتر تحضير دروسه اليومي فأراد أن يأخذ قلمه لكن حيفيات الضغوط المتراكمة على هذ المعلم جعلته يستبدل قلمه بقلما من نوع آخر . يطلق عليه "رشاش" فوسوس له الشيطان قائلا " بهذا الرشاش تطفئ نار غضبك " فأتجه إلى مكتب الأشراف التربوي وأطلق نيرانه اتجاه أنفس بريئة ، فتناثرت الأشلاء ، وتلطخت الجدران بالدماء ، وكانت النتيجة إزهاق سبعة أرواح من غير ذنب يذكر .
لن ولن أبرر ماحصل على الإطلاق ، بل يجب محاسبة الجاني وإنزال به العقوبة المستحقة . لكن هناك سؤال يطرح نفسه .
من الذي جعل هذا المعلم يرتكب جريمته؟؟؟؟؟
فالمعلم ياوزارة التعليم بلاحقوق تذكر . أساليب تقويمه ظالمة جدا ،فربما يكون مخلصا مجتهدا داخل فصله لكن خمس دقائق يتأخر فيها عن حصته تنسف جهد عاما كامل . بالجانب الآخر معلم يدخل فصله ويقفل الباب ويركن كتاب مادته جانبا ويتناول جوانب الحديث مع الطلاب مازحا ضاحكا غير مبالي بالشرح . وفي النهاية جوائز تكريم ودرجة عالية في الأداء الوظيفي .
يالها من مفارقة عجيبة ياوزارتنا الحبيبة !!!
وقس على هذا الكثير من الحقوق المهضومة للمعلم
يغرب عن أهله أعواما عديدة بلاسكن ولا حتى بدل .
فيجب النظر في حل جميع الأمور الشائكة التي تواجه معلم الأجيال لكي يصنع جيلا قادرا على النهوض بأمتنا الإسلامية والعودة إلى الأمجاد .