تعد المشاريع الإنتاجية للأسرة محدودة الدخل رافداً مهماً في دعم وتحسين الدخل الاقتصادي ومصدراً مهماً في تعزيز مصادر الدخل للأسرة الفقيرة، فهناك العديد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص في هذا الوطن الغالي يعمل على دعم الأسر المنتجة والهدف من ذلك تحويل الأسرة من أسرة معولة إلى أسرة عائلة قادرة على العمل والإنتاج ودعم سوق العمل بإيد وطنية مدربة من خلال أفراد الأسرة فالفقر والبطالة في المجتمع يسبب العديد من المشاكل الاجتماعية والنفسية والأمنية في المجتمع ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لو كان الفقر رجلاً لقتلته.. لذا فإن دعم المشاريع الأسرية وتنمية إنتاجها يحد بلا شك من البطالة والفقر. وهنا أستشهد بالمبادرة الواعية من صاحب أشهر بنك في بنغلاديش (بنك جرامين) البروفيسور الاقتصادي الملياردير (محمد يونس), المتمثلة في دعم الأسر الفقيرة في بلده ومن منطلق مشاركته الاجتماعية كقطاع خاص, حيث ساهم وبحس إنساني وعمق وطني بالنهوض بقالب تنمية الإنتاج الأسري ودعم الأسر الفقيرة وتحويلها من أُسر معالة إلى أُسر فعَّالة تساهم في التنمية الاقتصادية.. فبعد أن تفاقمت أوضاع الفقراء في بلده وانتشار داء المجاعة وأسقامه.. حاول الخبير الاقتصادي الدكتور (محمد يونس) إقناع البنوك لدعم المشاريع الأسرية الصغيرة والمتوسطة, الأمر الذي دعا رجال المال والأعمال في موطنه إلى السخرية منه ومن أفكاره.. وتجاهله.. ولكنه وعبر مقولة الزعيم الهندي المناضل (المهاتما غاندي) الشهيرة «في البدء يتجاهلونك، ثم يسخرون منك، ثم يحاربونك، ثم تنتصر».. سار في مضمار المسؤولية الاجتماعية وأهدافها الأخلاقية حاملاً همّاً وطنياً, وحسّاً إنسانياً عميقاً.. وهو مصمم على أن الفقراء جديرون بالاقتراض.. فانتصر أخيراً لقيمه النبيلة وإرادته الصلبة, حينما أنشأ بنك جرامين عام 1979 في بنغلاديش لإقراض هذه الطبقة المعالة بنظام القروض متناهية الصغر.. ساعدت كثيراً من الأسر الفقيرة على القيام بأعمال إنتاجية تعود على الأسرة بالمنفعة.. وعلى الرغم من أننا في وطننا الغالي نجد الدعم من عدة جهات حكومية (وزارة الشؤون الاجتماعية.. الصندوق الخيري معهد ريادة للأعمال الوطني والعديد من الجهات الحكومية والأهلية لدعم هذه الأسر ولكن لم تستفد كثيرٌ من الأسر من هذه الفرصة العظيمة فنحتاج إلى نشر ثقافة العمل في مجتمعنا وتشجيع هذه الأسر على العمل والإنتاج وخصوصاً أن عملة التسويق أصبحت متيسرة وسهلة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة فيجب على المجتمع دعم هذه الأسر وتقديم العون والمساندة لها ورفع المستوى الاقتصادي لها.... سائلاً الله العلي القدير أن يديم علينا نعمه الظاهرة والباطنة.