في ذات مرة وخلال الحديث عن مقطع مصور يحكي ضربا من ضروب (الهياط ) المقيت اقترح احد الاشخاص عقوبة لكل من يمارس هذا السفه تحت أي مسمى كان , وتتمثل العقوبة في جلده مئة جلده وسجنه شهرا كاملا عقابا له وردعا لأمثاله .
تلك العقوبة التي ربما يراها البعض قاسية الا انها مناسبة لحد ما لمثل هؤلاء , فالأموال والاطعمة والمقتنيات ليست للمباهاة والتظاهر ولكنها نعم يجب المحافظة عليها واستعمالها في طاعة الله ومرضاته والا فان من اعطاك اياها سيحرمك منها , هذا اذا سلمنا بان تلك الاموال من مصدر حلال وتنفق في حلال , اما اذا كانت من مصادر غير مشروعة فما بني على باطل فهو باطل .
دعونا ننأى عن اولئك السفهاء قليلا ولننقل اعيننا بين مشاهد الحرمان من حولنا فأين سورية العروبة ؟؟ وأين اليمن الذي كان سعيدا؟؟ اللاجئون السوريون يدفعون الموت عن انفسهم في الداخل والخارج , لقمة العيش عزيزة عليهم , البرد يصدع اجسادهم ويحرمهم صغارهم والتفكير كل التفكير يكمن في تأمين قوت اليوم فقط , ليس هذا فقط حتى دينهم اصبحوا يقبضون عليه كما يقبضون على الجمر الملتهب لان المبشرين الذين تلقفوهم في اوروبا لم يقدموا لهم الضيافة بالمجان بل بمقابل .
وفي اليمن حفنة من ذوي الاطماع الدنيوية والعقائد الفاسدة تسلطوا على بني جلدتهم فحرموهم من ابسط حقوق العيش الكريم ومن ينجو منهم سعير القتل والتدمير يفتح ذراعيه ليلتقف حزمة من مساعدة تسقطها احدى طائرات الاغاثة للمحاصرين داخل مدينتهم.
وبين الدولتين الجرحتين نعيش نحن نرفل في ثياب العزة والمنعة ونتقلب في رغد من العيش صباح مساء , أليس من اعطانا اياها قادر على ان يعيدنا لما كان عليه الاولون السابقون من الاباء والاجداد ؟؟ بلى
اذن : أيها المسؤولون : عاقبوا سفهاءنا واحجروا على اموالهم وخذوا بأيديهم للصواب , عززوا جهود جمعيات حفظ النعم ولتربط في امارات المناطق ليصبح امير المنطقة مشرفا مباشرا على جهودها وداعما لها اسوة بلجان اصلاح ذات البين , وجهوا مشايخ القبائل بالابتعاد عن مزالق الترف وتجمعاته النتنه والزام قبيلته بذلك وتحمل مسؤولية ما يحدث , صبوا في آذان هؤلاء السفهاء المواعظ والعبر علهم ينتهون عن النفاق المغطى بعادات القبيلة وتقاليدها فلسنا بحاجة لمن يعلمنا الكرم والجود على حساب مجتمع متدين ومثقف يعرف ماله وماعليه , وعلى رسلكم – ايها السفهاء- فحاتم الطائي نحر فرسه فقط ولم يفعل اكثر من ذلك وقد ولى وولى كرمه معه ولسنا بحاجة اليوم ل(طائيين جدد) فلا توقعونا في عقوبة الله بسفهكم فالله يقول ( واذا اردنا ان نهلك قرية امرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )
توفيق محمد غنام