يحز في النفس ،ويؤلمها ما ينتهجه بعض الناس في مجتمعنا من تخلف ومفاخرة بزعم "الكرم والجود من الموجود" والكرم وأهله بريء منهم ومن تصرفاتهم المنافية للشرع والعقل،، وقد جعلوا كل أفعالهم المشينة تحت بند"علوم وأفعال القبائل" وفي واقع الأمر ما يقومون به سخف ودناءة ، وما تحويه جماجمهم أشبه بما تحمله أقدامهم أكرمكم الله.
ما شاهدناه عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة من مقاطع فيديو متداولة يندى لها الجبين خجلاً ،ويتقطع لها القلب ألماً ،وحسرة .
كيف لا نخشى العقوبة الربانية ونحن نشاهد من يخالف التعاليم والأخلاق الإسلامية والمبادئ الدينية من خلال التفاخر والتباهي والتبذير بالنعم التي أنعم الله بها علينا إلا أننا لم نقدرها حق قدرها للأسف الشديد ، ولنا فيمن يتفننون في تقديم أطنان من الكبسات ،والمفاطيح بقصد الكرم المزيّف والنفاق الاجتماعي خير دليل على ذلك ، في حين أن هناك من إخواننا المسلمين من يعيشون شظف العيش ومرارة الحرمان في بقاع شتى من العالم، وأظهروا لنا مقطع فيديو يكشف مجموعة من المواطنين يغسلون أيديهم بدهن العود الملكي في مشهد تشيب له الرؤوس، وتقشعر منه الأبدان لوقاحة وبجاحة هذا الإقدام
وأيضاً مقطع فيديو آخر ينقل لنا شاباً يهدد بقتل نفسه إن لم يقبلوا أصحاب الشأن هديته في مجلس امتلأ بصيحات وتصفيق المطبلين عقب فعلته التي جعلت كل من شاهدها يقول: حان وقت إعلان أشد العقوبات الرادعة له ولمن هو على شاكلته ممن يسمون "بالمهايطية" فالنعم تحتاج منا إلى شكر ،وليس كفر كما يفعل أولئك الأقزام ،الذين أنعم الله عليهم بملايين الريالات ،وسلب منهم العقول التي ميز الله بها البشر عن غيرهم من المخلوقات الأُخرى "فاعتبروا يا أولي الألباب " .
هذا غيض من فيض وما خفي من هذه التصرفات الطائشة أعظم وأمقت وأقبح مما نقلته لنا وسائل التواصل المختلفة .
فيكفي تفاخراً وتباهياً يا قوم المظاهر ، وكم من دول كانت غنية وتنعم في رغد من العيش فكفرت بأنعم الله فبدل الله حالها إلى فقر ومجاعة وليس هناك من هو في معزل ومأمن من هذه العقوبات الربانية فإن أراد الله سبحانه وتعالى شيئاً قال له كن فيكون.
يا سادة يا كرام كثيراً ما نسمع أشخاصاً تنعدم فيهم الكرامة يكيلون المدح والثناء لأُناس لم يقدموا ما يُذكر لدينهم ووطنهم ومجتمعهم ويمطرونهم بوابل من الكلمات والعبارات الرنانة والفخمة ، وكأن الممدوح سطّر ملاحم أسطورية في الفتوحات الإسلامية ،وتجد العُقل والأشمغة من الطرفين تتطاير وتتلاقفها الأيدي ابتهاجاً بعبارات التطبيل والتملق وقد لا يعلمون أن من يشاهدهم يرى عُقُولهم قد طارت من رؤوسهم قبل عُقلهم (والنبي صلى الله عليه وسلم جعل مدح المادح قطعاً لعنق الممدوح )
وهناك ثلة لا تجيد فن "الهياط" وقواعده لكنك تجدها تبذل كل ما بوسعها لأجل أن تتعلم ذلك كي تركب الموجة مع من ركبها وكان حريّاً بهم أن يتعلموا ما ينفعهم في دنياهم وأُخراهم.
والله الهادي إلى سواء السبيل
التعليقات 2
2 pings
شليويح الدوسري
29/01/2016 في 8:41 ص[3] رابط التعليق
فعلاً ، كلام منطقي فما نراه هذه الأيام من فعل طائش وكرم زائف لا يبشر بالخير ، وإنما يدل على صغر العقول وقلة الحيلة !
(0)
(0)
الكواسر٥٠٢
30/01/2016 في 8:24 م[3] رابط التعليق
الاعلامي سعيد دكمان البجالي
شكرا على هذا المقال
(0)
(0)