الحمد لله حمدا لا ينقطع والصلاة والسلام على النبي المتبع محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ؛ أما بعد
فاجمل مزايا هذا المصطلح الجديد أنه جعله كل العقلاء يكرهون الهياط وينتقدون المهايط ويستغفرون الله ليل نهار من فعل أهل الهياط ٠
ومن الأمور التي قد تخفى على كثير من المهايطين أن هذا الهياط قد يكون عقوبة عاجلة وقد يكون سبب متصل بعقوبة ٠
نسأل الله السلامة والعافية ٠
وهناك أمور يختلف الناس في وصفها بالهياط وهناك أمور لا يختلف عليها أحد ٠
والهياط منه ما يصور وينشر ومنه مايتم بدون تصوير ولا نشر ؛ وللأسف فإن أكثر الناس يقعون في الهياط إلا من رحم الله وكلٌ يهايط بحسب إمكانياته ومكانته ؛ بل إن البعض يهايط بما يفوق إمكانياته متحملا ديونا باحثا عن مكانة موهومة ٠
والهياط أصبح بحمدالله مرفوضا منبوذا من الغالبية العظمى من المجتمع وأصبح في نظرهم مقززا ٠
ومقاطع الهياط المؤلمة التي فاقت كل صور الهياط أوجدت في المجتمع شعورا بأن ضرر هذا الهياط قد يتناول الجميع ولن يقتصر على المهايط مالم يُنكر عليه ويؤخذ على يديه ٠
والهياط تبذير وإسراف واستخفاف بالنعم وتعريض للنفس والمجتمع للعقوبات الربانية المتصلة بسنن الله الكونية والمتوعد عليها في سننه الشرعية ٠
بل إن من أكبر علامات السفه التفريط في النعم وعدم شكرها حق شكرها ٠
فمن أنعم الله عليه بنعمة فالواجب عليه المحافظة عليها ورعايتها وعدم بذلها إلا في وجه شرعي٠
ولو كان الرخاء عاماً والرزق شاملاً والأمن مستتباً في جميع أرجاء المعمورة لكان الهياط ممنوعاً فكيف وأكثر من حولك ولا يفصلهم عنك إلا مسافات قليلة يعيشون حروباً ودماراً ويموتون جوعاً ليلاً ونهاراً٠
بل إن العاقل يكاد يجزم أن بعض صور الهياط ومظاهره خلفها حالة مرضية أو قلب مظلم لم يعد يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً ولا حول ولا قوة إلا بالله٠
وواقع الهياط المؤلم يدعو الجميع لمراجعة النفس في كل تصرف وخصوصاً من كان قدوة حتى لا يؤخذ فعله حجة ولا تصرفه دليلاً من بعض الناس ٠
لنتق الله في بيوتنا وفي استراحاتنا وفي اجتماعاتنا وفي مناسباتنا وفي كل حال من أحوالنا فقد رأينا في غيرنا عبرة فلا نكن لغيرنا عبرة ولكن لنكن لغيرنا مثالا يحتذى به وقدوة في الخير وإكرام النعمة وشكر المنعم سبحانه٠
خاتمة : لا يعني ذم الهياط أن الأمر انتهى لكل من وقع في الهياط ولو وقع في أبشع صور الهياط بل إن باب التوبة مفتوح وطريق العودة يسع العائدين والله غفور رحيم؛ لكن عليه أن يتأمل حال عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه حين قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تاب وأسلم ( وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لا أَدَعُ نَفَقَةً أَنْفَقْتُهَا عَلَيْكَ إِلا أَنْفَقْتُ مِثْلَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ)٠
فلا يدع من وقع في الهياط نفقة أنفقها في هياط إلا أنفق مثلها في سبيل الله وليكثر من التوبة والاستغفار وليبشر بالخير العميم والرزق الوفير والرفعة في الدنيا والآخرة من رب تواب رحيم متى ما أخلص التوبة وصدق في العودة وأحسن الأوبة٠
اللهم إنه سبق منا ومن إخواننا خطا وجهل وتبذير وسرف اللهم فاغفر لنا ولهم ما قدمنا وما أخرنا وتب علينا وعليهم وتجاوز عنا وعنهم .
التعليقات 3
3 pings
عبدالله الوذيناني
19/01/2016 في 1:56 م[3] رابط التعليق
سلمت يمناك أبا محمد
فعلا هياط ومهايطون
نسأل الله أن لا يواخذ بما فعل السفهاء منا
(0)
(0)
الصامت
19/01/2016 في 1:59 م[3] رابط التعليق
فعلا هياط
تايم
المفترض أن يرسلون هؤلاء المهايطين للدول التي لا يجدون بها لقمة العيش .
حسبنا الله ونعم الوكيل عليهم
(0)
(0)
الليل يبو حزميه
20/01/2016 في 2:29 م[3] رابط التعليق
بيض الله وجهك
(0)
(0)