بغض النظر عن أن برامج اختيار أفضل الأصوات بشكل عام أصبحت أكثر من ما تحتمله القنوات.. و كأن همنا الوحيد في عالمنا هو إيجاد "صوت جميل" .. و بغض النظر عن أن اغلب الأصوات الجميلة التي انتجتها هذه البرامج .. هم "مكانك راوح" دون تواجد فعلي في سوق الأغنية ... أو إن من استمر منهم يغني أغاني أقل بكثير من مستوى صوته .. لأنه كما يقال "مو كل واحد صوته حلو بيعرف يغني" ..
بغض النظر عن كل هذا .. إلا انه هناك مشكلة في وضع مسابقة "أجمل صوت للأطفال" ..
من يضع هذه البرامج ... لعله لم يفهم أنه يجازف بالكثير من أجل متعتنا المؤقتة بإبداع الطفولة . ومن أجل حفنة مال على حساب براءتها .
كبار المشاهير في هذا العالم أغلبهم يعترفون بأن من أصعب الأشياء التي يجب عليهم التعامل معها .. هو التعامل مع "الشهرة" ... لذلك لا بد لهم من استشارة المختصين حول ماذا يقول أو يفعل في اللقاءات او حياته العامة لأنه دائما تحت الأضواء .. حتى يستطيع الفصل بين مهنته و الشهرة من جهة .. وحياته الخاصة من جهة أخرى ..
و للأسف اغلب "مشاهيرنا العرب" لا يفعلون ذلك .. لذلك هم لا يحرموننا "هفواتهم" في اللقاءات و التصريحات .
فما بالك بأن تضع "طفلا" .. في هذه المنطقة ..! تجعله منذ طفولته محل أنظار العالم و تحت الأضواء والكاميرات و الانتقاد و حلاوة الفوز و مرارة الخسارة ... و فلاشات المعجبين و حروف الجرائد و صفحات المجلات ..
و لنعترف بأننا قوم إذا راق لنا شيء طرنا به إلى السماء .. و إذا لم يكن كذلك .. أشبعناه خسفا للحضيض.
هؤلاء الأطفال كيف سيمارسون حياتهم الطبيعية ببراءتها و هم يعيشون تجربة لم يتم تأهيلهم "على الأقل" نفسيا لها ... ؟؟أطفال سيصبح لهم معجبين و منتقدين على الملأ و هم في هذا السن .. كيف لبراءة طفولتهم ان تستوعب ذلك .. ؟ الم نكن سلبناهم بعض براءة الطفولة إن لم تكن كلها ؟؟!
يقول احدهم ما المشكلة إذا كانت هذه البرامج من أجل "تقارب الشعوب العربية لكسب تعاطف بعضها مع البعض الآخر" ..
و يرد جاري قائلا .. "لك النا سبعين سنة عم نغني لفلسطين ..و دخلك شو صار !! صار شيء ؟" وصحتين