أقبل العيد يا أخيا فهيّا على سوق الحمام .
هناك في جنوب الرياض حيثُ يقبع سوق الحمام والطيور وقبل ليلة العيد بيوم يتحوّل السوق من سوق طيور إلى سوق ألعاب نارية (طراطيع) وتستطيع التجوّل بين البائعين وتشعر إنك في أحد أسواق السلاح في مناطق الصراع أو تسير في حقل ألغام وأغلبهم من النسوة والفتيات الصغيرات والشباب وتشاهد عشرات الأنواع من الألعاب النارية لعل أشهرها هو ابن لادن فهو شديدُ الانفجار ويصدرُ صوتا قويا تهتزُ منه الأرض يعني لو تجمع لك مائة قطعة منها يمكن تفجّر مبنى البنتاغون مرة ثانية، ولا تستبعد بعدها تضرب أمريكا سوق الطيور بطائرة بدون طيّار ، ناهيك عن الكثير من المسمّيات المرتبط أكثرها بالانفجارات والقوة ، وقد نُشاهد هذه السنة أسماء مثل الشبيّحة أو السيسي فتجار وموزعي هذه الألعاب متابعين للأحداث السياسية بشكل كبير أحيانا تشعر إنهم محللين عسكريين ناقص تستضيفهم قناة العربية والجزيرة .
طبعًا اقتربَ العيد وتقترب معها المأساة في كل سنة لأطفالنا ومراهقينا مع الألعاب ا لنارية ، ومجرد زيارة لمشفى الملك خالد للعيون في يوم العيد سوف تشاهد عشرات الإصابات وأغلبها في الأعين حمانا الله وإياكم وأبناءنا منها .
وبالرغم من المنع والتحذير إلا إننا نشاهد القصة تتكرر كل سنة فالرأس الكبير!؟ وهي نوع من أنواع الفساد ممكن أن نطلق عليها فساد طرطيعي كالفساد المالي والإداري والأخلاقي و يحضرها بطريقة ما طبعا غير نظامية وبشكل سري كأنه يوزع مخدرات ويشتريها بأسعار قد لا تتجاور الهللات غالبا من الصين وهي أكبر مورد لهذه الألعاب يعني تحصل مدن ومصانع ماعندهم شغلة إلا يطرطعون ، ويبدأ بعملية التوزيع على التجار الصغار الذين يقومون بتوزيعها بشكل قطاعي على آخرين والآخرون يقومون بتوزيعها على الباعة الصغار حتى تستقر أغلب الألعاب في سوق الحمام وبعدها تنطلق برحلة ناريّة لكل أرجاء وأحياء الرياض والقرى ويصل بعضها لأسعار خيالية ، والمصيبة إنها بضاعة رديئة وهذه الرداءة من أسباب الإصابات أحيانا ، ناهيك عن الجهل من الأطفال في طريقة الاستخدام والاستهتار والإهمال من الأهالي في ترك الأطفال يقومون بأنفسهم بكل شيء مما ينتج عن مصائب وإصابات .
الله يرحم نويّر راعية الحمام ما كان عندها إلا طراطيع أبو ديك لازم تحط إذنك عندها عشان تسمعها لو تحطها في إثمك وتنفجر ما جاك شيء بس أسنانك تصير سود شوي لا وتحصلنا نشعل الفتيلة وننحاش في الحارة الثانية من الحذر والخوف شوي ونطلع برا الرياض ، وكنّا نبسط منها أيما انبساط ، لكن جتنا هالأيام الألعاب الخطرة التي ينتج عنها أحيانا بتر أصابع اليد وفقء العين، حتى الأطفال أصبحوا أكثر جرأة ويطارد بعضهم البعض بها ،لذلك يجب منعها والتشديد على ذلك .
ومن هنا احذر الآباء والأمهات من خطورة هذه الألعاب ، صحيح إن هناك متعة للأطفال لثواني لكن يجب أن نتذكر إن هذه المتعة قد تتحول لمأساة ومصيبة تستمر لسنين ، وإن كان ولابد فاختار الأنواع التي لا تشكل خطرا على أبنائك .
[COLOR=#FF003E]
الكاتب : فهد العوين [/COLOR]