نحن في هذا العصر الذي نشهد فيه واقعاً من المشتتات الذهنية مايجعل الأدعى لجلب الإنتباه هو الأكثرة إثارة فيكون بذلك الأعظم أثراً على قيمنا وسلوكاتنا..
لاشك أن الوسائل التقنية والإبداعات المطرده في ذلك تجتاح هذه الجوانب من الإثارة والتأثير مايجعلنا نعيد النظر وبقوة في طبيعة علاقتنا بها وتسخيرها لتكون رافدا لنا في تغذية النشء بالقيم ورسم معالم سلوكياتهم.
إن هذا التسارع والتنافس في الخدمات والمنتجات التقنية من قبل شركات التقنية على تقديم الأفكار الإبداعية
وتعاطي المجتمعات معها،يجعل إيماننا بأن ثقافة النشء تُستقى بالضرورة عبر هذه الوسائل ومن أي أحد دون أن يكون المعيار في ذلك لمبدأ أو قيمة.
فبعض الأفكار الإلهامية قد تكون وليدة لقطةٍ فوتوغرافيةٍ سريعة كما أن بعض الإنحرافات الفكرية والسلوكية قد تكون رهينة لتغريدة أو منشور.
في عام ٢٠٠٢ ﻋﻘــﺪ ﺍﺗﺤﺎﺩ مشغلي وشركات الهواتف المحمولة GSMA ﺷــﺮﺍﻛﺔ ﻣﻊ ﻣﻌﻬــﺪ ﺃﺑﺤﺎﺙ ﻣﺠﺘﻤــﻊ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﺍﻟﻤﺤﻤــﻮﻝ ﺍﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﺸﺮﻛﺔ NTTDOCOMO اليابانية ﻹﺟﺮﺍﺀ ﺑﺤﺚ ﺣﻮﻝ ﺍﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻲ ﻟﻠﻬﻮﺍﺗﻒ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﻟﺔ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .
فخلُصت الدراسة إلى عدة نتائج ونسب مخيفة تبين شغف الجيل الجديد بهذه الوسائل وتعلقه بها بل إن واحدة من الاستبانات خلصت إلى أن استخدام الأطفال لشبكات التواصل الاجتماعي أعلى بكثير من أولياء أمورهم بنسبة 73%، بينما لاتتجاوز نسبة استخدام أولياء أمورهم 43% فقط.
ولاحظت هذه الدراسة يزيد عمرها عن أربعة عشر عاماً وبالضرورة نتج بعدها تطور وارتفاع في النسب، وزيادة في التطلعات لامتلاك هذه التقنية وسبر أغوارها.
ولهذا فلقد أصبح لزاماً علينا الحضور الكامل وباحترافية ومهنية في هذه الوسائل التقنية لمسايرة السيل الجارف ومحاولة تحييده وابتكار الوسائل التي تخدمنا في إيصال مانؤمن به من قيم
لاسيما في مرحلة التشكيل العقلي والسلوكي والفكري..
ولَإن كنا مستهلكين فقط لهذه الوسائل فلا أقل من أن نسخرها لصالح أجيالنا ووطننا وأمتنا والله الهادي في ذلك والمعين..
التعليقات 2
2 pings
أبو حور
20/12/2015 في 7:13 م[3] رابط التعليق
لقد أبدعت مُهندسنا الغالي فيما قلت حول هذا السيل الجارف من التقنيه .. مزيداً من الإبداع مهندس ياسر ..!
(0)
(0)
زائر
11/12/2018 في 11:51 ص[3] رابط التعليق
راااائع
(0)
(0)