أصبح الناجح اليوم محسوداً وهذا ما يبيد الأمم في زمن أصبح جميع من حولكم متميزون فيأتي الشخص الجاهل فلا يريد أن يكون أحد أفضل منه ، فهو الطبيب المداوي وهو رجل الأمن الحامي وهو المهندس المثالي وهو كل شيء .
لا يا هذا بحسدك هذا لن ترى طبيباً يعالج أطفالك إذا مرضوا ، ولن تجد رجل أمن يسهر لحمايتك وحماية أطفالك ، ولن تجد المعلم الذي يعلم أطفالك !!
يا هذا ، انظر أمامك واسلك طريقك فرزقك مكتوب ومصيرك محتوم ، ولا تنظر يميناً ويساراً لماذا هذا تميز ؟ ولماذا ذاك ترقى؟ ، أتعلم أننا لم ننهض بوجود أمثالك الحاسدين ؟
نعم اجعله يأتي بدرجة أعلى منك واجعله يتحدث أفضل منك واجعله يترقى ويرتقي بعمله وفي علمه وافخر به فهو يمثل نفسه ومجتمعه بتميزه ، وأنت من أفراد المجتمع الذي يمثله فلو نظر كل واحد لمستقبله لأصبحنا ننافس الدول المتقدمة في العلوم والمعرفة والابتكار والاختراع .
أنصحكم وأخصّ منكم من يرى في نفسه هذه الصفة القبيحة أن يبتعد عنها وينظر لتميزه وتميز دولته .
وأختم بأبيات لبشار ابن برد يقول فيها :
إِن يَحسُدوني فَإِنّي غَيرُ لائِمِهِم
قَبلي مِنَ الناسِ أَهلُ الفَضلِ قَد حُسِدوا
فَدامَ لي وَلَهُم ما بي وَما بِهِمُ
وَماتَ أَكثَرُنا غَيظاً بِما يَجِدُ
أَنا الَّذي وَجَدوني في حُلوقِهِمُ
لا أَرتَقي صَعَداً مِنها وَأُزدَرَدُ
وَما أُؤَمِّلُ مِن أَمرٍ يَسوؤُهُمُ
إِلّا وَعِندي لَهُم مِن مِثلِهِ مَدَدُ