يسر مركز أبو طياسة لفك النحاسة وعلاج الذي لا علاج له ولا يُعالج أن يعلن لزبائنه الكرام عن توفر عقار جديد عبارة عن ( نفثات ) مباركة ذات تركيز عالٍ تستخدم لجميع أنواع الأمراض العاصية والمستعصية التي فشل في علاجها الطب الحديث بنوعيه البشري والبيطري والتي وقفت أعتى مراكز الأبحاث وعلماء وأطباء العالم عاجزين مكبلين مقرنين بالأصفاد عن معالجتها ، الا أن نفثاتنا المباركة يمكنها وفي فترة تتراوح ما بين شهر الى شهرين من القضاء كليا ونهائيا على تلك الأمراض ، ومنها علاج أكثر من ١٠٠ نوع من أقوى أنواع امراض السرطان وامراض العقم والمرارة والمعدة والحموضة والعمش والحول والعمى الكلي والجزئي وفقد السمع وجميع امراض العين والحسد والفقر والبطالة وجميع أنواع تلبس الجنّ بالانس والانس بالجنّ ، كما أن نفثاتنا المباركة تساعد الخريجات على تجاوز اختبارات قياس الكفايات والقدرات والتخصص وسرعة التعيين في أقرب مدرسة لمنزلها كما تساهم بفاعلية على ترقية الموظفين المجمدين في مراتبهم عشرات السنين بل ويمكنهم الحصول على الترقيات السابقة بأثر رجعي ، إضافة لذلك فإن لنفثاتنا المباركة قدرة خارقة على التخفي من كاميرات ساهر بكل سهولة في حال لم تكن ( حيل ) صالح كامل أقوى من نفثاتنا .!؟
كما يمكن لكل شخص استبدال مسكنه القديم بآخر حديث بالطريقة والكيفية والتصميم الذي يريده دون الحاجة إلى فكر أو تفكر أو تدبر .
أيضا نبشر أخواتنا صاحبات الوزن دبل اكس اكس لارج .. وزن الفيل .. من أنه يمكنهن ومن خلال ثلاث نفثات مركزة تتبعها ثلاث لطمات خاطفة من الحصول على قوام رشيق وجمال فوق العادة تعيد لها هيبتها ورزتها بين قريناتها.
ونود أن نؤكد لزبائننا الكرام أن نفثاتنا المباركة حاصلة على شهادة الجودة العالمية .. آيزو .. كما صادقنا على علاج عدد من الحالات الميؤس منها من شيخ مشايخ شمل النصب الاحترافي ، كل ذلك بأسعار رمزية وفي متناول الجميع ، فسارعوا وعجلوا وبادروا بالحجز ، الكمية محدودة والطلب أكثر من العرض !!!؟.
تصوروا ! مثل هذه العروض البهلوانية تصلنا بشكل شبه يومي عبر مواقع التواصل ونشاهد مثيلاً لها في القنوات الفضائية !؟
ليس هذا بالأمر الغريب ، ولا غريباً أن يظهر مثل أولئك الأدعياء المتاجرون بعواطف الناس واستغلال سذاجتهم ، إنما الغريب فعلاً أن نرى مثل تلك الإعلانات الوهمية عبر قنوات مصرحة إعلامياً ، ويوم بعد آخر تزداد العروض ويزداد معها الضحايا السذج المتعلقون بقشة الوهم !؟ ثم لا نرى تحركاً من وزارة الثقافة والإعلام لغلق تلك القنوات وتحرك الجهات الأمنية لملاحقتهم والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة .
المدهش أن الناس تتفاعل سريعاً مع مثل تلك الأوهام حتى تخلت عن اللجوء إلى الله وأهملت فضل وأهمية الصدقة في دفع البلاء وشفاء الأسقام إضافة للدعاء وهو أعظم سلاح وأقوى علاج ، لا يحتاج مواعيد ولا إلى دفع أموال باهضة ، يحتاج فقط إلى نية صادقة وعقيدة راسخة وثقة كاملة برب الأرباب ، وهذا لا يعني أن نمتنع عن الأخذ بالأسباب لكنه لا يجب أن نركن لها ونتجاهل رب الأسباب .
فلماذا إذاً نقصر في الدعاء ؟ والله يحثنا على ذلك ويعدنا بالإجابة (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )) [البقرة: 186].
أيضا في محلات العطارة تجد عشرات الأصناف من الأعشاب والزيوت والحبوب والمراهم ، لكل منها ميزة وخاصية حسب إدعاءات الباعة ، لكنها قد تكون سبباً في إصابة الشخص بجملة من الأمراض وقد تتسبب في هلاكه دون أن يعلم ! في ظل غياب تام لتحذيرات وزارة الصحة ومراقبة وزارة التجارة !؟
فما الذي أوصلنا لهذه الحال ؟
لا شك أنه ضعف الإيمان بالله (( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ )) [ الزمر : ٦٧ ] وضعف التوكل عليه (( وَمَنْ يَتَوَكَّل عَلَى اللَّه فَهُوَ حَسْبه )).[ الطلاق : ٣ ]
فلا إيمان راسخ ولا توكل حقيقي ، ثم نتساءل لماذا نعاني من كثرة وتعدد الأمراض والحالات النفسية التي أصابت الكثير من الناس ؟
وساوس الشيطان وملهيات الحياة جعلت بيننا وبين علاقتنا بربنا أمداً بعيدا ، نلجأ لمن ليس بيده شيء وننسى من بيده كل شيء ؟ ضعُف الطالب والمطلوب .
الأمر بات هزلياً لم يعد بالإمكان السكوت عنه ، بل يحتاج إلى حملة إعلامية وأمنية موسعة وتفاعل مختلف الجهات لتبنيه وتحذير الناس وتوعيتهم بمخاطر أولئك المتاجرون بأرواحهم .
علي صمان
إعلامي وكاتب
Somman11@hotmail.com
التعليقات 1
1 pings
سوق رابح
03/12/2015 في 2:50 م[3] رابط التعليق
فعلا أصبحت سوق رائجة والضحايا من العامة والجهات المعنية غاااااائبة
(0)
(0)