في كل موسم نرفع أكف الضراعة إلى رب كريم نسأله الغيث والبركة .. فيأتي الغوث من السماء .. غيثاً مغيثاً سحاً طبقاً .. ومعها تبدأ المعانات بل تنكشف عورات كانت مستروة ، يتمثل ذلك في بنية هشة وأجهزة مهترئة سواء على مستوى الخدمات البلدية أو الطرق أو الاتصالات.... وغيرها لكن أهم تلك الأجهزة مايلامس سلامة الموطنين وحياتهم وحفظ ممتلكاتهم
فقداً وبقاء ، وذلك هو جهاز الدفاع المدني وأخص (أجهزة إنقاذ الغرقى) والاحتياطات التي تتخذ للوقاية من كوارث السيول المنقولة والمحلية .
وماحادثة غرقى (بدع بن خلف) عنا ببعيد فمن متابعتي لما ورد بصحيفة "أضواء الوطن" أن من أنقذ الطفل الثالث من اللحاق بصاحبيه مقيم من الجالية السودانية الكريمة جزاه الله خير الجزاء ذلك خبر رسمي .. السؤال ..
- أين كان أفراد الدفاع المدني عندما تقدم السوداني الشهم وأنقذ روحا أشرفت على الهلاك ؟؟!!
فإن كانت الإجابة أنهم حضور ينظرون فسؤال أيها الأبطال من المسؤول عن إنقاذ ذلك الطفل ؟؟
ولم التقاعس عن مد يد العون والمساعدة لذلك الغريق المسكين؟؟
ثم لم تقاعستم وجبنتم ؟ هل هو خوف ! لا أظن ذلك ، أم عدم القدرة على السباحة والعوم في تيار الماء الجارف ، إذا كان ثمت نعم .
فتلك مصيبة كبرى وطامة تحتاج إلى وقفة حازمة من أعلى أجهزة الدولة حفظها الله - أرواح الناس غالية- بل هي أغلى ما يملكون في عرف الشرع والدين ووفقا لأنظمة الدولة حفظها الله
فجميع أنظمة الدولة تؤكد على أن حفظ النفس البشرية هي أولى الضروريات كما أن قادتنا يحفظهم الله يؤكدون مراراً وتكراراً على جعل حفظ النفس والمال مقدم على غيره
فعلام أجهزة واجباتها الرئيسة العناية بكل مأمن شأنه المحافظة على أنفس المواطنين من الفقد والتلف تقصر في أداء واجباتها ؟؟
بالرغم من معرفتي التامة أن مايقدم لتلك الأجهزة ( الدفاع المدني) من معدات وتجهيزات يفوق نظيراتها في الدول المتقدمة علاوة على العناية بتدريب الكوادر وتأهيلها داخلياً وخارجياً مع رصد الميزانيات الكافية للإدارة والتشغيل على أعلى مستوى من الجودة .
من المعطيات السابقة
من أين يأتي التقصير أو القصور الذي نلاحظه في الميدان؟؟ ️
من يأتي النقص في خدمات الإنقاذ ؟
من أين يأتي التباين بين المأمول من أجهزة الإنقاذ والواقع المؤلم ؟؟ !!
سؤال عريض يوجهه مواطن مخلص غيور يحب بلاده ويوالي قادتها ، ينظر بعين المحب المشفق ، يعرف أن الدولة حفظها الله تنفق على رفاهية الموطن السعودي المليارات ناهيك عما يخص أمنه وسلامته فذلك خط أحمر لدى قيادتنا المباركة حفظها الله.
فمن حقوق المواطنة التي يكفلها لي النظام أن أسأل المسؤولين في الدفاع المدني الأفاضل .
- عن مدى كفاءة أجهزة التدريب والتأهيل لفرق الغواصين والمنقذين ؟
أتمنى أن لا أجد إجابة من الإجابات المعلبة ، أتمنى أن أجد إجابات مهنية إجرائية عملية يمكن من خلالها قياس كفاءة الأفراد ومدى استعدادهم البدني وكذا مقدرتهم على الاستخدام الأمثل للتجهيزات
- ثم عدد الأفراد الذين تتمثل فيهم تلك المميزات على مستوى المنطقة
- ثم جداول توزيعهم على مراكز الدفاع المدني في المنطقة
- ثم جداول زمنية إجرائية في مدى جاهزيتهم لتلبية نداء الاستغاثة وقياس مدى ردة الفعل من وقت البلاغ إلى مباشرة الفعل الإنقاذي
كل تلك الأسئلة المشروعة قفزت إلى ذهني اليوم عند نشر خبر غرقى بدع بن خلف يرحمهم الله
وقد تذكرت حادثة جرت أمامي قبل عدة سنوات في وادي الأديرع (حدري البلاد) حيث كان هناك موطن محاصر في وسط الوادي والسيول تزداد والرجل يصرخ ورجال الدفاع المدني يحاولون عن طريق استخدام شاحنة كبيرة للاقتراب من الرجل لكن تلك الجهود لم توفق فجاء المدد من السماء مقيم أفغاني طلب الحبال وحملها على ظهره ثم دلف الماء وماهي إلا لحظات إلا والبطل قد وصل إلى الشخص فهدأ من روعه ثم ربطه بالحبل جيدا وابتعد عنه قليلا ثم سبح وسحب معه الشخص بسرعة عاليه حتى أوصله لجانب الوادي سالماً
وفي الصباح تصدر أصحابنا المشهد بخبر عريض عن إنقاذ شخص أشرف على الغرق . أترك لكم إكمال بقية المشهد.
سمَاح سالم الرشيدي - حائل
التعليقات 5
5 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
..
18/11/2015 في 1:03 ص[3] رابط التعليق
الله يكثر من امثالك ..?كلام سليم وبمحله
(0)
(0)
سليمان العطوي
18/11/2015 في 1:21 ص[3] رابط التعليق
لافض فوك .. كلام في الصميم
وكم نفس ازهقت بسب اللآمبالاة
الدفاع المدني بحائل ينتظر منه تصحيح خططه حتى لا نشاهد ونسمع كوارث في حائل ومحافظاتها وقراها .
سماح الرشيدي ضمد الجرح وأصاب بما كتب ..وفقه الله
(0)
(0)
الحايطي
18/11/2015 في 1:23 ص[3] رابط التعليق
الحايط خارج دايرة اهتمام مدراء الدفاع لمدني وادارتهم بالحائط تشبه الفرقة
نطالب بدعم الادارة بغواصين وفرق انقاذ مؤهلة
(0)
(0)
حسين عقيل
18/11/2015 في 1:51 ص[3] رابط التعليق
والآن ..
وبعد أن ابدع الأستاذ سماح وفقه الله في اشخيص داءكم العام الذي اكتسح كل جهاز الدفاع المدني على مستوى المملكة.. الا تشعرون بخجل يكسر وجوهكم او بحرقة تكوي قلوبكم على كل الغرقى الذين ماتوا وهلموا وفي كل مكان نراكم تحضرون وتقفون متفرجين كحالنا نحن المواطنين .. ولربما وقفتم خلفنا.
اليس هذا عار على فرق انقاذكم ان لا تكون مؤهلة ؟
غدا ستقفون بين يدي رب تلك النفوس التي ازهقت وتتابع هلاكها وانتم لا تتعضون من موقف الهالكين الاول ، وتصلحوا احوالكم لما بعده.
الا فاتقوا الله
(0)
(0)
هديان الرشيدي
18/11/2015 في 9:21 ص[3] رابط التعليق
نطالب بتأمين غواصين قادرين بعد إرادة الله على إتقان العمل ليس كما حصل يوم أمس بدع بن خلف وقفوا وقفة الفضوليين أمام المحتجز حتى حضور المقيم جزاه الله خير ..
(0)
(0)