ذات يوم هَمِمتٌ بجمع أوراقٌ بعثرها ذلك الخريف .. فوجدت ورقه خضراء فتعجبت من مكانها بين أوراق تحتضر. فاقتربت منها فوجدتها تحاول انقاذ من حولها
فتركتها وهي تحاول دون إستجابة
ولو إستجابت تلك الأوراق لَسارعت تلك الشجرة بإحتوائها بما حملتة من غصون
فمنذ بداية ذلك النوء لم تستلم تلك الشجرة لما يحدث لها من تحديات
ولو علمت أن عند أستسلامها كان ذلك النوء في آخر منازله وأوشك على الرحيل .. لصمدت ولم تتنازل عن ما تعبت لأجلة
فلا مصيراً لما وقع منها سوى الهلاك
فمنذ عشرات السنين ومجتمعي يقاوم ويتصدى لمن يحاول فعل مافعلة ذلك الخريف فلا أوراقٌ لمجتمعي سوا شبابة
فلا اشبه تلك الأفكار الضاله التي دمرت العقول إلا بورم خبيث تلبس بلباس الدين و استغلنا بأكبر نقطة ضعف تمنعنا من التيقن بما نسمع ونقرا دون الرجوع لما أمرنا الله ورسولة الكريم
حينها تذكرت حديث رسولنا الكريم "صلى الله عليه وسلم"
( يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر) رواة الترمذي.
ففي ذلك الزمان الذي أخبر عنه رسول الله يقل فيه الخير ويكثر الشر وتنتشر الفتن وأول ما أُفتتنا به هو ديننا
فنحن آمنا بوجود الله ولم نراه وأحببنا رسولنا وأتبعناه ولم نراه
ولم نستند بإيماننا الا بما أشارت إليه قلوبنا وبفطرتنا التي خلقنا الله عليها
فالإيمان هو التصديق بما أقر به القلب
ولكن مع الأسف لم نأخذ من فهمنا للإيمان سوى التصديق دون إقرار قلوبنا وتحكيم عقولنا وأصبحنا ننجرف خلف كُل من إلتحى وتكلم بلسان الدين وتلبس بلباسة والدين براء منه
والفرق بين إيماننا الصحيح والزائف الذي إنجرفنا خلفه
هو ان الاول كان بالفطرة التي فطرنا الله وبما رأيناه من أدله أشارت إليها عقولنا
والثاني إتباع أعمى دون الرجوع للكتاب والسنه وتحكيم العقل
• رجعت لتلك الأوراق فوجدتها ماتت وبعثرتها الرياح
ومازلت أرى ورقة خضراء تجدد الأمل لأوراق جديدة داخل الغصون ...
- تحياتي للجميع.
بقلم /
أ.ماجد عوض الحربي
إيميل/ maged547200@gmail.com
تويتر/
188Ra@