يقولون الثقل صنعه !
لقد صدق من قال هذا المثل، فالثقل فعلا صنعه وحكمة عظيمة في جعل الإنسان أن يكون مدركا غير متجاوز أو متهور في اتخاذ القرارات الصائبة ثم الرد لما يستوجب ذلك في الوقت المناسب على كل من يجب ردعه وإيقافه عند حده، كأي متمادي مثلا أو متجاوز أو مخطئ .. الخ، وشاف نفسه وحاله على غيره في حالة إن تمادى هو وتبطر وافتكر أن خصمه (صاحب الثقل) قد خاف منه وخسر، ليلوي ذراعه مستغلا عمله ومنصبه ولم يعلم أن كل ما يفعله مقدور عليه وسيحاسب على قدر خطئه وتجاوزه ليأكل أصابع الندم. وبالأمس القريب .. وكمثال بسيط عن أقرب واقع .. فقد تلكلك وتقصد بي أحد المشرفين في عملي بقصده وتقصده الذي لم ولن ينتهي، وبحالته التي قد اعتقدها كبرا وتعاليا وتجبرا أو بالأصح كإمساك علي بخطأي العملي رغم صحته، وبمنه الذي يعتقده دائما مذلة وإحراجا في تلبية مطالبه للغير، ليجعل منها جزاء وتطبيقا في كل ما يطلبه مني لنختلف فيه، فيعلوا صوته علي وكأنه انتصارا، ليكون ردي له بكل حكمة وثقل، فقبلها بساعات كنا نضحك ونتحاور الحديث وبقولي له بكلمة لم تكن إلا تحت مزحة كلام، فأعاد لي هذه الكلمة مباشرة بعدما اختلفنا وتشاجرنا معا أمام البعض من زملائي، كظن منه بأن هذه الكلمة قد أمسكت علي ليهددني بها ومن خلالها يتوعد رغم صبري عليه وإمساك نفسي إلا أنني قد عملت بمبدأ هذه المقولة: الثقل صنعه! ولهذا .. فلم أقم بمثل ما قام به وأظهره هو أو كشفه أمام زملائي والسبب بأنني أحتفظ بالكثير من الأسرار التي تخصه، وأيضا الكثير من الممسكات والتجاوزات العملية وغير العملية، كما أن البعض منها لم يكن ليعلم بها ولم أكن لأظهرها عليه ولا حتى لغيره بحكم أخلاقي ورجولتي وحسن تعاملي معه، وتبقى أيضا العشرة العملية هي التي قد جعلتني كتوما صبورا منفعا به غير مضر، وربما لو كنت عكس ذلك فلجعلته في أعلى قمة من التحطيم وإدخاله في حالات نفسية صعبة البعض منها لازالت تظهر عليه مرار وتكرار، فاعتذرت لحالته وقدرته بعكس ما قام به ولا زال يمارسه علي، وبتبريره وتأسفه عن خطأه الغير مبرر لهذا وذاك وكأنه يقول لنا وللغير أعذروني فأنا مريض نفسيا رغم شبه صحته العقلية، وعليه .. فسيبقى مثالي هذا جزء بسيطا جدا من واقعنا المرير، وربما حالتي هذه أقل قليلا من حالات أخرى كثيرة ومتشابهة في شكلها ولكنها قد تكون أسوأ بكثير من حيث مضمونها، ولنحمد الله دائما وأبدا على نعمة العقل وثقله، وكلما كان الإنسان ثقيلا كلما كان هادئا وممسكا على أعصابه ونفسيته ليكون عاقلا راشدا في اتخاذ ما هو مناسب بكل تروي وحكمة بالغة، وحتى لا يقع الفأس في الرأس، وكي تحل الأمور بكل سهولة وبعيدا عنما يفسدها أو يعكرها أو قد يزيد الطين بلة في حالة التمادي معها.
08/11/2015 3:16 م
لا يوجد وسوم
0
63946
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/2974673/