ما هي الفعاليات التي ننتظرها في عيد هذا العام؟ هل تم وضع فعاليات بأفكار جديدة، أم أنها نفس السنوات العشر الماضية؟ لا جديد، سوى تغيير المسميات و -بعض- الشخصيات، وكل مهرجان مستنسخ من السنة التي سبقته، فهو عبارة عن مسرحيات نسائية، وأخرى رجالية، وعروض فلكلورية تخللها مسابقات -إن وجدت- تُقام في الساحات، كل شيء مكرر، حتى فقد مهرجان العيد بريقه في اجتذاب الناس، وبرغم الزحام أحيانًا إلا أنه آتٍ في الغالب بفعل حضور سكان المدن الصغيرة والقرى، ممن يجدوا في المدن الكبيرة والعاصمة مُتنفساً لشيء من البهجة.
بكل صراحة أقول: إن مهرجان العيد في الوقت الحالي لا يُقدم أي أفكار إبداعية، العروض نفسها في كل عام، لأن الأفكار الإبداعية بكل بساطة هاجرت إلى خارج البلاد، وصارت تقدم عروضها بعيدًا عن الغزوات الاحتسابية التي تُفسد أي فرحة، وتقتل كل بهجة، غزوات تحمل راية الأعلام السوداء لأن الموت هو فرحتهم الوحيدة، وهذا ما يثير القلق، في أن هذه المهرجانات التي تُقام برعاية حكومية، وتحت إشراف لجان متخصصة من بينها هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مع ذلك يأتي من يتجاوز عمل الهيئة للاحتساب، ومن المفترض أن أول من يقف في وجه هؤلاء هم رجال الهيئة لا الشرطة، فوقوف رجال الهيئة موقف المتفرج، يوحي -أحيانًا- بأن هذه التصرفات الخارجية محل قبول! وما يفعله هؤلاء ليس بهدف أن ما يرونه هو منكر أو غير جائز، بل بهدف التخريب لا أكثر ولا أقل، وإلا لو كانوا منطلقين من دين وشريعة، لفهموا وأدركوا أن الفرح في أيام العيد هو منهج عقيدة، وأذكر في هذا السياق ما جاء عن البخاري عندما دخل أبو بكر على عائشة -رضي الله عنهما- في يوم العيد، وكان عندها جاريتان تغنيان، فقال أبو بكر: أمزامير الشيطان في بيت رسول الله؟ فرد عليه صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا).. فهذا الحديث الصحيح وغيره مما أتى في الأثر عن وجوب الفرح والغناء في أيام العيد، هو تأكيد على أن الفرح هو ركن أساسي من أركان العيد، والفرح لا يكون إلا بتوفر أدواته ومقوماته التي تبعث البهجة والسرور والسعادة في النفس، فلا يمكن لأحد المصابين بلوثة الغلو أن يأمر بالفرح دون عدة فرح، ودون موجبات السعادة.
من هنا، فإن فعاليات العيد هي واجب ديني أولاً، والأجهزة المناطة بهذه المهام، عليها أن تُقدم للناس أفكارًا متجددة تدعوهم من خلالها للمشاركة والحضور، مع توفير المكان المناسب، فهذه مسرحية جديدة مستنسخة من مسرحية سابقة أو عرضًا لا يختلف عمن سبقه، مع ذلك، لا يتوفر المكان إلا لعدد محدود، فما الذي يمنع أن توضع مسارح مفتوحة على الأراضي الفضاء للمناسبات المسائية، حيث إن الجو هذه الأيام لطيف إلى حد ما مساءً، ويتسع هذا المكان إلى الآلاف بدلاً عن الأماكن المغلقة والمحدودة الاتساع؟.
أعلم أن هناك ميزانية عالية ترصد لمهرجانات العيد، هذه الميزانية من المفترض أن يواكبها أفكار خلاقة، فكثير من البشر يملكون أفكارًا رائعة ويحدهم عن تنفيذها المادة، والمادة لدينا متوفرة، لكن لا زلنا نبحث عن الفكرة!
عيد سعيد، وكل عام وأنتم بخير.
[COLOR=#FF0045]الكاتبة : سمر المقرن [/COLOR]
التعليقات 1
1 pings
Warning: Attempt to read property "display_name" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 281
Warning: Attempt to read property "user_level" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 282
Warning: Attempt to read property "user_url" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 283
Warning: Attempt to read property "ID" on bool in /home/adwahail/public_html/wp-content/themes/taranapress/includes/theme-comments.php on line 284
10/08/2013 في 12:06 ص[3] رابط التعليق
المستفيدون من هذه الفعاليات ماهم الا فئة قليلة من الناس سعوديون كانوا او مقيمون ، هم يرتادون تلك الامااكن لقلة حيلتهم ، وربما كان سبب ذلك عدم وجود البديل المناسب ، ناهيك عن عدم توفر الاجواء المناسبة لراحة الزوار من مطاعم ودورات مياه وغيرها والتي تعد من الظرورات ، اضافة الى عدم وجود الخصوصية للعائلات .
(0)
(0)