عندي شك بوجود علاقة حب قد تكون شرعية أو لا شرعية بيننا وبين القروض ، فمشكلاتنا وفقا لرأي الأغلبية ما تحل إلا بقروض ، بل أن غالبية بيوتنا تشتكي من هذه العلاقة المحبطة .
حياتك تبدأها بقرض لتوفر لنفسك سيارة وزوجة ، والبعض يبدأها بقرض ليسدد ديون تراكمت وأنهكت .
منذ القدم كنا نسمع عن المثل الذي يقول ومن الحب ما قتل ، وهذا واقع الكثير مع القروض ، فتكاد أن تكون القروض قد قتلت حياته ، وشلة حركته ، فهو محاصر بقروضه من كل اتجاه .
والعجيب في الموضوع أن أي ضائقة أو إشكالية مالية تواجهه يبادر وبكل حماس ليدبل القرض ، أو يمد جسر من الألم والفقر!
إن معظم شبابنا إن لم يكن جميعهم في غياهب القروض غارقين، ومن البنوك محاصرين .
والمحزن المبكي أن تجعل القروض كفٓرجٍ أول ، وأن تعتبر القروض لدى العديد من أفراد المجتمع هي المنقذة المنجية ، وما علم هؤلاء أنها المهلكة والمعذبة .
ومما يزيدك حسرة وحيرة هو لجوء بعض قطاعات الدولة إلى حل قضاياها وعجزها استنادا على القروض ، لتزيد الطين بلة ، وتزيد المواطن غرق .
إن اللجوء إلى القروض لحل المشكلات المتعلقة بالسكن وغيرها هو لجوء إلى ضعف ، فما عرف عن القروض إلا الخراب والنكبات .
إن القروض التي تقدمها وزارة الإسكان ألمح فيها إنهاكا للمواطن يمتد لعشرات السنين ، وأجد فيها نسب قاهرة للمواطن .
إن القروض هي استنزاف للمواطن ماديا وفكريا ، إنها محق للبركة ، إنها بمثابة قتل بطئ .
إن المواطن الناجح هو من يقتل هذا الحب في داخله ، لينعم ببداية حياة مشرقة بعيدا عن مال يوزعه ويفقده .