حقا وصدقا أن شر البلية ما يضحك..! طالعت خبرا هذا الصباح كان عبارة غن أحلام عريضة ومطامح لا حدود لها، ومع ذاك العرض وامتداد المساحات الشاسعة للطموح الصحي الذي تجاوز حدود الوطن إلا ان معالي وزير الصحة تمكن من لفه وطي أبعاده وجمع إطرافه وكل محتواه ومابين أفاقه في كلمات وجمل وتصريح صحفي مقتضب من عدة اسطر، ونجح في احتوائه بكلماته وحروفه وفي زمن قياسي لا أظنه أخذ من وقت معاليه أكثر من دقيقتين! بشرنا معاليه هذا الصباح على صفحات الإعلام بإعلانه عن إستراتيجية جديدة ومهمة عظيمة له ولطاقم فريق عمله وقيادات وزارته الخارقة.. ! ولم يجد معاليه صعوبة في الصدع بإستراتيجيته،ولا حرجا في البوح بها،دون عناء ولا تعتعة، بل القاها بثقة وثبات وصرح وهو يهيمن على كل خيوط اللعبة في قبضته ليعلن قائلا بأن بلادنا ووزارة الصحة مقبلة على تحول فريد وان لهم استراتيجية تعد نقلة غير مسبوقة ستشهدها المملكة العربية السعودية تجعل منها (دولة تصدر الخدمات الصحية لكل العالم وفي كل المجالات).. !؟؟! ًحقيقة هي بشرى عظيمة، وتصريح جبار، وطموح لا يقاس بالأميال ولا يوزن بالأطنان ولا بأي مقياس نعرفه، وهذا العنفوان الوزاري في الأحلام لاشك انه أمر محمود، وخاصة ان هذا حق تستحقه بلادنا على وزنها الاقتصادي والجغرافي والتاريخي وبحكم عراقتها وتفوق ونبوغ أبنائها من الكفاءات والمهارات الصحية، بل كان يجب أن نكون كذلك منذ زمن بعيد! إلا ان معاليه قد استعجل في الإعلان عن حلمه العريض من وجهة نظري بل ونسي نفسه بحكم النشوى والاندماج النفسي مع الفكرة وهذا ما جعل الزمام يفلت من يده ليفر الطموح بعيدا وخارج حدود الوطن العربي بأكمله... وكم نحيي هذه الروح الطموحة! ونشد على يديه ونثمن هذه التصريحات الممطرة في الصحو ! ودون ان يبلل القطر الثرى ولا حتى الثياب! ليس عيبا أن يصدع معاليه بمثل هذا السمو نحو علياء الطموح ويحلم في النهوض بوزارته لتلامس النجوم في السماء .. ولاشك ان من حقه كل ذلك ونشكر لمعاليه كل هذه الخطوات المنفرجة الزوايا الطويلة الأضلاع الواسعة المحيط.. وله مني قبلة وتحية لكن بعد أن أقول رأيي حول ما أعلنه معاليه وكيف انه تجرأ بحلم فاق المسافات وتعدى المكان وتجاوز أبعاد الزمان؟! إذن سنصدر للعالم صحة وعافية، وسنلقن المرض في بقاع الدنيا الدروس، ونخلق في كل ناحية من العالم دواء لكل سقيم وجلاء وبرءا لكل داء وسقم! فليسعد العالم بصحة قادمة سعودية، ستفيض بلسما يشفي الحياة ويحيي أمال كل من ضاقت به دنياه مما عاناه من داء وما حل به من مرض! وفعلا قد بدأ معاليه في العمل على ذلك كما صرح.. ولا نملك له إلا الدعاء بالتوفيق وحسبنا الله ونعم الوكيل! ماهذا الذي اسمع؟! قد تجاوز بنا معاليه كل الأوجاع،وخاض بنا كل محيطات الأمراض وشق فينا انهار الحياة والشفاء وأوفى الكيل وزاد عليه في اجتثاث الأسقام واستئصال العلل! اكتفينا ذاتيا، وتشبعنا صحة، وامتلأت من العافية الأجساد والحياض وما فاض بعد ذلك ملأنا به الأوعية والقرب! قد أصلح الوزير كل الشؤون ورسم البسمة في وجه كل مريض ليعود محياه بشوشا بعد ان اقفهر وغشاه الكرب وضاق به أمد وشقاء المرض! وهانحن بعد نجاحات معاليه نتحول بكل حنان وعطف وعطاء ونهب للدنيا ما زاد من خدمة صحية بعد ان اكتفينا (ذاتيا) وسنصدر للعالم ما يجتث الوباء ويقتلع جذور المرض! الا بوركت من وزير طموح، وصاحب همة ومعالي رفعتك للقمة! إستراتيجية التصدير.. ! جميل ان يكون في قائمة احلامنا حلم كهذا! ، ولكن: الم تعد لدينا أحلام أولى وأوجب وأهم وأعجل من هذا الحلم وهذه المطامح وما شابهها من قفزات خارج حدود الوطن؟! هل قد أكمل معاليه مشاريع الصحة وتطلعات المواطنين نحو الحياة داخليا كي يفيض على الأقطار انسانية ورحمة ومسؤلية وبهذا السخاء؟! وهناك أسئلة واستفهامات تتقافز في صدري ولابد من أن اطرق بها مسامع معاليه ولامفر من أن تقرع كل سمع أمين : فأسأل معاليه.. هل فرغ من داء كورنا وانتهى من إستراتيجية القضاء على هذا الداء الذي استفحل في الناس قتلا حتى غدا كالجاثوم على كل الصدور؟ هل نجحت ياصاحب الطموح والمعالي في قطع دابر الفساد وتقطيع أوصال المفسدين في وزارتك؟! وهل بلغت بالمرافق والصروح الصحية والمشافي والمراكز إلى مصاف العالمية واجتزت بها كل التصنيفات المعتمدة عالميا للمنشآت الصحية وتغلبت على كل عجز فيها أو قصور؟! وهل أرضيت ربك ثم القيادة والمريض أم هل خففت عمن هدهم المرض ورفعت عنهم عناء التنقل والرحيل داخل الوطن وخارجه بحثا عن العلاج وطلبا للعافية؟! هل وصلت إلى أعلى درجات الرضا عن نفسك وأشبعت منصبك أداء وأحسنت عملا وأديت كل واجب عليك في كل أرجاء وبقاع وطنك؟!. إن كنت قد بلغت ذلك وانتهيت منه فما أعذب ما قلته عن تصدير الخدمات الصحية للأقطار بالجملة أو حتى بالتجزئة لك ما تراه وماتريد! وحتى إن شئت تصديرها "معلبة"..! ولأن الصحة غالية فلا بأس من عقد اتفاقيات لضمان التسهيلات وخفض الضرائب ورسوم الجمركة! وهنيئا لنا بكم وزيرا للصحة المحلية والمصدرة!.
- “الرياضة أفضل شي”.. حملة وطنية لتعزيز نمط الحياة الصحي بمشاركة مجتمعية واسعة
- “صيد واستغلال رواسب وإشعال نيران”.. ضبط 24 مخالفًا لنظام البيئة خلال أسبوع
- علاج التشوهات الخلقية.. كيف تحدّ “وثيقة الضمان الصحي” من مضاعفات الأمراض؟
- توقعات بتحركات إدارة ترامب ضد الحوثيين وإعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية
- “السياحة المصرية” تحذر: الحج بدون “تأشيرة مخصصة” يمنع استرداد الحقوق
- مفاضلة وتقديم ومقابلة.. “التعليم” تجيب على الأسئلة الشائعة عن برنامج “فرص” الجديد
- وداعاً للأرق.. حيلة غريبة تعيدك للنوم بعمق
- “الأرصاد” في تحديث جديد: انخفاض تدريجي في درجات الحرارة الصغرى
- الأردن : مقتل مسلح وإصابة 3 رجال أمن
- “السجل العقاري” يبدأ تسجيل 227,778 قطعة عقارية بمدينة الدمام والخبر والقطيف
- إيداع أكثر من مليار ريال في حسابات مستفيدي “سكني” لشهر نوفمبر
- بلدية محافظة الشماسية تُطلق حملة “نزرعها لمستقبلنا”
- “الضمان الصحي”: لكل مستفيد تأمين صحي واحد فقط من جهة عمله
- عبر “أبشر” في 4 خطوات.. “المرور” تطرح مزاد اللوحات المميزة اليوم
- ترويج مواد مخدرة وارتكاب حوادث سطو.. 9 جناة في قبضة “رجال الأمن”
المقالات > وزير الصحة.. و «التصدير»!!
وزير الصحة.. و «التصدير»!!
(0)(0)
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/2969274/