رسالة إلى معالي وزير الصحة...
الحمد لله حمداً كثيراً على نعمائه التي لا تعد ولا تحصَ والصلاة والسلام على سيد الأنام سيدنا محمد بن عبد الله معلمنا الأول نحوَ التعامل والأخلاق...
لا ينكر جاحد ما بذلتوه حكومتنا الرشيدة منذ توليها مقاليد الحكم على يد موحدها الملك عبد العزيز إلى عهد ملك الحزم سلمان أطال الله عمره وأبقاه، وجاء حادث التدافع وقبلها الرافعة لتأكد للجميع أن المملكة تسعى دائماً إلى تقديم خدمات مميزة للمواطن والمقيم وضيف بيت الله الحرام، وكلنا نثمن جهود وزارة الصحة في الميدان وتسخير كل الإمكانيات المتاحة في التعامل مع الحدث أولاً بأول، وكيف تواجدت بكامل قوتها في حادثي الرافعة والتدافع ونعي تماماً دورها المتميز...
ولكن هناك دروس مستفادة من هذه الحادثتين ولأننا في وطن واحد ويد واحدة يجب عليّ أن أضع رسالتي حول الحادثتين وكيفية تطوير التعامل المستقبلي في حال حدوث حالات مماثلة لا قدر الله...
كان من المزعج جداً عملية البحث عن المصابين وشهداء الحادثتين من قبل أقاربهم سواء القادمين معهم أو من خارج السعودية وصعوبة التواصل عبر خط الطوارئ رقم 937 أو عبر الخط الدولي لنشاهد صوراً للمفقودين عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومناشدة لمن يعرف عنهم شيئاً ليطمئن ذويهم ومن هنا نجد أنه كان لازماً علينا استحداث موقع على الانترنت مع حسابات على التواصل الاجتماعي يتم من خلالها التعريف بالمصابين والشهداء والبحث عن مجهولي الهوية من خلال استقبال صور المفقودين من ذويهم.
وهذا درس من الدروس المستفادة من الحادثة بضرورة تفعيل التقنية وتطويعها في مثل هذه الحوادث مستقبلاً.
في حالات الكوارث يجب أن يكون هناك سياسات وإجراءات مكتوبة يتم على ضوئها كيفية التعامل مع الحدث وما بعد الحدث وكما نخطط للإخلاء الفوري للحالات الطارئة والتدرب على تلك الخطط يجب علينا نخطط لما بعد الحدث والتدرب والاستعداد لمواجهة ما بعد الحدث الذي لا يقل قيمة عن أثناء الحدث.
وأخيراً تحية شكر وتقدير لحكومتنا الرشيدة، وتحية خاصة لكل من شارك أثناء الحدث وما بعد الحدث فقد أثبتوا جميعاً أنهم على قدر المسؤولية وأنهم رجال مواقف يظهرون وقت الشدائد...