انني ممن يدعو دائما للسلام , واتبنى وجهات النظر السلمية في ايجاد الحلول أيا كانت المصاعب التي تقف في وجهها ..
وهذا هو ما اتمناه في حرب اليمن لثلاثة اسباب مهمة :
الأول : حتى لا يسقط المزيد من الضحايا , فالحروب عمياء ومهما حاولت الأطراف المتحاربة تجنب الأبرياء الا انه يحدث وهذه حقيقة تحدث في كل مكان وزمان ..
ثانيا : حتى لا تستنزف هذه الحرب مقدرات اليمن وبنيته التحتية الضعيفة اصلا, وكذلك حتى لا تستنزف هذه الحرب مقدرات المملكة المالية اذا ما تجاوزت الحرب زمنها المعقول ..
ثالثا : وهو الأهم , حتى لا يكون هناك لاحقا احقاد بين الشعبين الشقيقين , ربما تورث للأجيال القادمة ..
كل من يحب الخير لهذه الامة يتمنى إنهاء الصراع في اليمن اليوم وليس غداً لان المواجهة في اليمن وعدم إنهاءها قد يؤدي الى توسعها الى الحد الذي لا يمكن السيطرة عليه ، فالحال في اليمن يختلف عن الحال في سوريا والعراق اللذان يواجهان تنظيمات ارهابية لا هدف لها سوى القتل والتخريب لكل ما هو انساني وحضاري ومثل هذه التنظيمات ستنتهي لأنها مرفوضة داخلياً وخارجياً ..
بينما المشكلة اليمنية معقدة واستعمال القوة العسكرية سوف لن تنهي المشكلة لان الحوثيين واتباعهم ليسوا جيشا نظاميا يمكن احتوائه بالقوة , وبنفس الوقت فأن الحوثيين انفسهم لن يستطيعوا فرض توجهاتهم على بقية مكونات الشعب اليمني ، إذن الحل يكمن في دخول أطراف محايدة إقليمية ودولية تتولى مهمة إيقاف المواجهة المسلحة ودعوة أطراف النزاع للحوار وفق زمن محدد للتوصل الى حلول ترضي جميع الأطراف لما يخدم هذا اليمن الذي يعاني من عدم الاستقرار منذ عدة عقود , وبخلاف الحلول السلمية فلن يكون هناك حل لجوهر المشكلة , وتحول الصراع الى حرب برية سيعقد المشكلة اكثر ويدخل الجميع في المستنقع اليمني القبلي والعشائري ..
اليمن بات عبئا ثقيلا على كاهل المملكة سواء في زمن هذه الحرب، او بعد انتهائها، فهذه الحرب ستكون مكلفة بشريا وماديا، وتزداد هذه التكلفة كلما طال امدها، مثلما سيكون السلام ايضا مكلفا اكثر لأنه يعني اعادة الاعمار وضخ عشرات، وربما مئات المليارات في مجالات الاستثمار ايضا لإصلاح ما افسدته الحرب وادماج اليمن من جديد في المنظومة الدولية كدولة ذات سيادة .