بريق في سماء الكون ، إعجاز من الله ، أقدس معاني الإنسانية وأعظم هبات الحياة
قيثارة الدنيا وإلياذة السماء ، ومحملة الأرض ، إنها الأم .
الأم ليست كلمة كباقي الكلمات ولكن الأم مرتبة مّن بها الله عز و جل على كل امرأة ، نالت بعملها وسهرها و دعائها مرتبة الأم, فربما كانت الأم التي أنجبت و سهرت وأعطت والتي دعت أطراف الليل و النهار و بكت والتي حنّت و فرحت و حزنت من اجلنا ، و مهما قيل عنها فلن نوفيها حقها أبدا, فالأم ليست مدرسة فقط بل العالم أجمعه, فهي وراء كل تقدم وراء كل بطولة, فالجنة تحت أقدام الأمهات وهذا يكفي لمعرفة قدر وشأن الأم, فالرسول الكريم محمد -صلى الله عليه وسلم- أوصى عليها, حيث جاءه رجل يسأله فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟
قال: أمك, قال: ثم من ؟
قال: أمك, قال: ثم من؟
قال: أمك, قال: ثم من؟
قال: أبوك.
فقد كرر كلمة الأم ثلاث مرات للتأكيد على عظمتها.
فمحبة الأم وطن والأم مدرسة أذا أعدتها أعدت شعبا طيب الأعراق ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم , فهي الحضن الدافئ , والقلب الحنون , هي الروح الطيب , والكلمة الأجمل هي كل شيء .
إن معنى الأم الذي يجهله الناس , جمعه القرآن في أمر ونهي , فأمر بالإحسان إلى الوالدين , ونهى عن أبسط أنواع العقوق وإن كان بلفظ من حرفين ( أف ) .
وما أمرُ الله للإنسان بخفض جناح الذل للوالدين من الرحمة إلا بيانا من الله بأن عطاء الأم والأب الذي يجهله الأبناء لا ينبغي أمام عظمته إلا الإقبال عليهما بأعلى مراتب الرحمة وهي الذل, ليكون الولد في أوج قوته أمام الوالدين في كبرهما وضعفهما متواضعا ذليلا, وهذا أفضل حالات الاعتراف بالفضل , وأعظم ترجمة للبر , هذه حالة لا يدرك أبعادها إلا الله سبحانه .
إن كانت الأم حبا فهي أجمله , وإن كانت عطاء" فهي أفضله , وإن كانت احتواء" فهي أكمله, الأم هي الثوب الذي تلبسه فيمنحك الحياة بكل معانيها .
لو فقدت المرأة أسباب الجمال وقال الناس عنها دميمة , لكفى بها عزا وشرفا وفخرا وجمالا أن تكون أم , وكم يساوي جمال الدنيا إذا قيس بلحظة يلعب فيها صغارها من تحت خصرها ؟ أو حالما تفتح ذراعيها لصغير يركض نحوها ويقول .. ماما ؟ حتى إذا جاءت أجمل النساء لتجلب هذا الصغير إليها ما استطاعت وما تحول إليها طرفة عين , ذلك لأن الأم هي قُبلة السماء على جبين الأرض , وقِبلة الصغار التي إذا أرادوا أن يتحولوا عنها تحولوا لها , إذ يجدون فيها الروح والأمن والصلة .. والصلاة .
إنها المخلوق الوحيد الذي لك فيه حق الرحمة , فإن رَوَّحت لن يكون لك حق في أحد , إنها مذيب الهم الذي يحيل حياتك إلى لطف خالص , ومزيل الغم الذي يبعث فيك نسائم الأمل وينفث فيك البهجة الحياة , إنها الترياق الذي يعالج سموم الدنيا ويطبب علتك .
واخيراً الحمد لله الذي أعزنا بأمهاتنا, أسأل الله أن يدخلهن جنات النعيم جزاءً لهم بما صبروا وضحوا, وأن يلبسهن ثوب الصحة والعافية .
التعليقات 1
1 pings
نايف
11/09/2015 في 1:04 ص[3] رابط التعليق
بارك الله فيك مقال راقي من شخص راقي
الأم باب من أبواب الجنة
الله يرزقنا بر امهاتنا
(0)
(0)