تُطبق علينا قاعدة "ما تكرر تقرر" بامتياز، فعندما يُريد الغرب إقناعنا بفرضية ما حتى لو كانت كاذبة خاطئة يرددونها حتي نكون دوما في حال المفعول به.
بينما كرر المؤرخون والباحثون الغربيين في كتاباتهم الموثقة هذا التصور وأن للإرهاب السياسي تاريخًا موغلًا في القدم وأن المحتجين في أوروبا والغرب عموماً هم الأسبق لإنشاء التنظيمات الإرهابية قديماً أو حديثًا، وأن ثوار الغرب في ق20 هم الأقدم في تنظيم وممارسة الارهاب السياسي، غيرأن الناس يتأثرون بالإعلام اليومي الجارف.
أغرقونا بصفة الإرهاب، فصارنا في ركن منزو نحاول الدفاع عن أنفسنا، حتى رضخنا إلى حل يُريحهم، وهو الاعتراف بالتهمة وإسقاطها عن بعض أبنائهم حتي ثبُتَت التُهمة أكثر على الجميع.
والصادم أن معظم من ارتكبوا الإرهاب في أمريكا وأوروبا ليسوا مسلمين، في تقرير (يوروبول) أن 99.6% من المتورطين في أعمال إرهابية من الجماعات اليسارية والانفصالية المتطرفة منها 152 هجوماً إرهابياً في أوروبا عام 2013م، ولكن فقط اثنين من هذه الهجمات كانا بدوافع دينية، مقابل 84 مبنية على معتقدات عرقية وقومية أو انفصالية،وقام المسلمون بعمليات لا تتجاوز 2%، وبالتالي فنحن بريئون من التُهمة!!..
إذاً من الثابت تاريخياً أن التنظيمات الارهابية نشأت أولاً في الغرب ثم امتدت عدواهاإلى أممنابصبغة اجرامية بحتة كالمافيا أو التنظيمات الارهابية السياسية مثل الألوية الحمراء في ايطاليا وحركة العمل المباشر في فرنسا والجيش الأحمر في المانيا والحركة الانفصالية للباسك في اسبانيا وجماعة بادر - ماينهوف الألمانية وحركات الاحتجاج العنيف التي عمت أوروبا وأمريكا عام 1968م.
وأكد ذلك أوليفيه: "إن هذه الحركات وليدة العالم الحديث إذ يندر أن نجد بين صفوف مناضليها رجال دين، بل هم شبان أطلقهم النظام التعليمي الحديث،فالإرهاب ليس ابتكاراً اسلامياً"
إذاً الارهاب السياسي ليس معضلة بشرية عامة، وإنما هي مشكلة تخص الكبار فقط،فأمريكا تحصر الأشكال بما يُقلقها هي فقط، وبمثل هذا النبرة التي تواجههم بإرهابهم الحقيقي وتكشف لهم ما يريدون تدليسه علينا؛ تنكشف اقنعتهم. وما علينا إلا أن نُعد لهم ما استطعنا من قوة ومن رباط الخيل تُرهبهم أكثر من رعبهم.
د/حماد الثقفي
مدير إقليمي للقطاع الغربي شركة علم لأمن المعلومات
جدة