كان اصطلاح (القصة التاريخية) يتردد حتى وقت غير بعيد ليشير إلى ذلك النوع من القصص الذي يستوحي أحداثه أو شخصياته من التاريخ. ولكن هذا الاصطلاح أخذ يتوارى شيئًا فشيئًا ليحل محله اصطلاح آخر هو (قِصَّة الخيال التاريخي).ويعني الاصطلاح الجديد وجود قصص تبرز العلاقة بين الحياة الخاصة والاجتماعية والسياسية ضمن أبعاد تاريخية محددة، شرط إخضاع القاص مضمون هذه القصص لمنظور الخيالي . فيصوغ أحداثها الحقيقية الأساسية مضيفاً عليها لمسات يبدعها خياله وقت يصف تفاصيل لم يعشها شخصياً ولم توردها كتب التاريخ التي تناولت الشخصية المتناولة وإذ لا تهدف قصة الخيال التاريخي إلى نقل الحقائق ,
مجردة فقط بل إلى مساعدة القارئ على تخيل الأحداث والإحساس بأحزان وأفراح وأوجه صراع الأجيال التي سبقته , يبدو أن أختيار الشخصية التاريخية ليس بالأمر السهل على الإطلاق فهو يخضع إلى قواعد دقيقة تركز على أهميتها في عصرها أو عصرنا شرط ألا تكون مطروقة بكثرة ليكون اختيارها _ كما كان الحال مع الدكتور عادل الرشيدي _ يشكل كشفًا تاريخيًّا مهمًّا،( برواية حينما يبتسم القدر) رغم أن المعلومات عن هذه الشخصية _ وهي شخصية لها وزنها التاريخي والديني والعربي والخليجي _ موجودة في بطون كتب التاريخ سواء تلك التي تحدثت عنها بشكل منفرد أو من خلال الحديث عنها في الحقبة التي عاشت فيها.لقد استطاع الدكتور عادل الرشيدي ببراعة جمعه المعلومات التي تتحدث عن الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود , مؤسس الدولة الحديثة وموحد المملكة واستخدام الفن الروائي المتقن الذي أدخل معه خياله التاريخي ليرسم تفاصيل الحقائق أستطاع أن يلم شمل موضوعه ويثبت بجدارة أنه قادر على الإحاطة بالفكرة الرئيسة من خلال حبكة متقنة وسرد متقن وشخصيات لها أدوارها التي لا غنى عن واحد منها في السرد المتأنق الدائر في بيئة الرواية الآخذة بالقارئ في أجواء ومان ومكان ما كانا قريبين إلى هذه الدرجة لو لم يكونا ابنا الفن الروائي الذي يتمتع الدكتور الرشيدي بموهبة لا ينكرها قارئ الرواية التي أسعدني إهداؤه إياها . فإلى جانب عبق هذا التاريخ العابق بالكفاح وقوة الإرادة لتوحيد البلاد وقبائل بعد أن تآكلتها الأنقسامات , يشدنا ألسلوب الأدبي واللغة الجذابة الشائقة ليثري ما كنا نعرفه من كتب التاريخ بتلك الإنسانية التي تقرَبنا أكثر فأكثر إلى الملك الراحل فنتفاعل مع جهوده الجبارة التي قام بها مؤمناً بأن النجاح سيكون حليفه بإذن الله، وكان.الأديب عادل الرشيدي أخذ بيدنا كقراء إلى عالم أخذ منه الكثير من الدراسة والبحث والتنقيب ومن ثم دقة صوغ المعلومات من غير أن يكون إلا ملتزمًا الموضوعية التي لم تخل من الإعجاب والحب للملك الذي أسس المملكة، وكيف لا يكون معجبا ومحبًّا رجلاً قلما يجود الزمان به.
[COLOR=#FF00B1]
د : إيمان بقاعي
دكتوره في الأدب العربي [/COLOR]
- “الأرصاد”: مؤشرات أولية بـ”صيف ساخن”.. والمناطق الشرقية الأكثر حرارة
- الاتفاق يفرض التعادل على الهلال ويقدم هدية للاتحاد للابتعاد بالصدارة
- المملكة تدين أوامر إغلاق أصدرتها “إسرائيل” بحق 6 مدارس تابعة لـ”الأونروا” في القدس الشرقية
- فرق “الهلال الأحمر” تنقذ حالتي توقف قلب وجلطة دماغية بالحرم المكي
- مكافحة المخدرات تطيح بمروّجي “إمفيتامين” في الشرقية
- «المرور»: احرص على استخدام «الفليشر» عند ظهور أي مفاجآت على الطريق
- “الأمن البيئي” يحذر من الصيد في أماكن محظور الصيد فيها ويكشف الغرامات
- الغبار خطر صامت يهدد صحتك.. “الصحة” تحذر من أضراره التنفسية وتدعو للوقاية
- طواقم أجنبية تقود مباريات الجمعة من الجولة 27 للدوري روشن
- واتساب يطلق ميزات جديدة لتحسين الدردشات والمكالمات والقنوات
- وزير الخارجية يشارك في الاجتماع التنسيقي في تركيا بشأن تطورات الأوضاع في غزة
- “قيلولة القهوة”.. سر الطاقة الذي لا يعرفه الكثيرون!
- الشيخ المهنا من منبر المسجد النبوي: الثبات على الحق نجاة في زمن التقلبات
- قبل دخولها المملكة.. “جمارك جدة” تحبط تهريب 46.8 كجم كوكايين مخبأة في إرسالية دجاج مجمد
- المعيقلي في خطبة الحرم: الإسلام دين الرفق والتيسير.. ومن يسّر على الناس يسّر الله عليه
المقالات > الدكتور عادل الرشيدي ورواية حينما يبتسم القدر
الدكتور عادل الرشيدي ورواية حينما يبتسم القدر
وصلة دائمة لهذا المحتوى : https://www.adwaalwatan.com/articles/202/
التعليقات 4
4 pings
إنتقل إلى نموذج التعليقات ↓
28/09/2012 في 9:32 م[3] رابط التعليق
[B][SIZE=3]روائة تستحق القراءة واليشادة تحاكي قصة الملك عبد العزيز آل سعود الذي وحد المملكة العربية السعودية
من الصرعات والنزوعات القبيلة
الدكتورة إيمان بقاعي شكرا لك على هذا المقال والدكتور عادل الرشيدي باحث ورؤائى متميز
[/SIZE][/B]
29/09/2012 في 1:03 ص[3] رابط التعليق
تحليل عجيب لرواية حينما يبتسم القدر العالية الصيت و التي لم اقرأها للاسف فعلا د ايمان بينت الفكرة و اصبت طرحك راقي جدا و تحليلك للرواية التاريخية و القصة بينا لي الكثير و سأحرص على شراء الرواية
29/09/2012 في 5:44 ص[3] رابط التعليق
[SIZE=4][B]مقال عن رواية سطرت تاريخ مؤسس المملكة العربية السعودية الملك الراحل جلالة الملك عبد العزيز آل سعودطيب اللله ثراه والذي تناول فيه الراوئي الدكتور عادل الرشيدي مسيرة المؤسس بفن وتقان في الرواية التي حازة على اعجاب الكثير من القراء بالوطني العربي وزاد هذه الرؤاية مقال الدكتوره إيمان بقاعي الذي اشاد برواية التاريخية فشكرا الى الراوئى وشكرا الى الدكتورة إيمان على هذا المقال الااائع [/B[/SIZE]]
29/09/2012 في 9:27 ص[3] رابط التعليق
لقد حاولت الدكتوره أنتقاء ابلغ حروف وكلمات المديح لرواية واعتقد بانها وفقت لذلك كما أزعم بان ما كتبت من أجمل ما كتب عن الرواية، الا أنني أجزم بان مهما كتب عن الروايه ومضنونها والاسم الذي تميزت به وشخصيتها وتسلسل أحداثها لا أحد يستطع ان يصفها ليوف حقها ويصف ما بداخلها من ملكه ابداعيه جعلة القاري مهما كانت ثقافته يستطع الاستمتاع بقراءتها الي اخر حرف من سطورها.