في البدء، لا يمكن إنكار ما فعله رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ «عبداللطيف آل الشيخ» منذ توليه المنصب، فقد خفت حدة تعامل قلة من العاملين بالهيئة مع المواطنين والمواطنات، ولم نعد نقرأ تلك الصدامات، ولا المطاردات، إذ كانت العقوبة حاضرة في حال مخالفة الموظف، كذلك تم إبعاد المتعاونين الذين كانوا بلا خبرة في التعامل ويشوهون صورة الهيئة، ويورطونها دون أن تستطيع تبرئة نفسها بأنها لا دخل لها بهؤلاء، وربما أهم ما قام به الرئيس العمل على لائحة تنفيذية تحدد المهام.
ومع هذا، أرى أن فكرة تهيئة مجموعة «150 شخصا» من منسوبي الهيئة كدفعة أولى لابتعاث منسوبي الهيئة لدراسة اللغة الإنجليزية لتحسين أدائهم في الميدان؛ بسبب وجود 9 ملايين وافد أكثرهم يتحدث اللغة الإنجليزية للتعامل معهم وتقديم خدمة بأسلوب حضاري، كما قال الرئيس «آل الشيخ» أقرب للفشل منها للنجاح.
إذ أن كل المعاهد الإنجليزية في دول العالم تنتهج في تدريسها الاختلاط، وهذا سيضع المبتعثين أمام ورطة تقبل جلوس فتاة فنزويلية على يمينه، فيما البولندية ستكون على يساره، أما في المقعد الأمامي ستكون إسبانية، ولأن الفتاة اليابانية خجولة ستكون بمقعد خلفه، كما حدث لي حين كنت أدرس لغة إنجليزية في معهد ببوسطن.
هذه الورطة ستتحول إلى مأزق إن طلبت إحدى المعلمات أن يشكل هو واليابانية فريق عمل، إذ سيضطر للاختلاء باليابانية بالمكتبة لساعات طويلة لتقديم البحث.
يشتد المأزق إن تحمل كل هذا وبدأ يتعلم اللغة، واستطاع قراءة لوحة في الطريق تقول «قارئة/ قارئ المستقبل»، إذ هذا المحل وحسب رؤية المبتعث لساحر أو مشعوذ.
ناهيكم عن ورطة قيادة المرأة للسيارة دون أن يفعل شيئا لهذا المنكر، كذلك الأسواق، إذ سيكون المشهد بلا «عبايات»، ويمكن أن يجد رجلا يضع يده على كتف زوجته، فيما هي تحوط خصره بيدها دون أن يطلب «السكيورتي» إثباتا، وبالتأكيد المبتعث لن يستطيع فعل شيء حتى لا يعرض نفسه للمحاكمة بتهمة التدخل في خصوصيات المتسوقين.
لهذا أرى أن الابتعاث لن ينجح، فالغالبية ــ إن لم أقل جميع المبتعثين ــ لن يكملوا دراستهم، ولن يتعلموا اللغة الإنجليزية، فلماذا لا توفر الهيئة هذه الأموال وتجعل دراسة اللغة الإنجليزية بالداخل تجنبا لصدام الحضارات؟
[COLOR=#FF0045]الكاتب : صالح الطريقي [/COLOR]