توكلي على الله وأشتغلي طقاقة !!!.
فمن العنوان قد يتضح المقال , وهو مفهوم لحال وواقع مازلنا نعيشه بل ونتعايشه دون تهرب ولا مفر منه , وأيضا فلا داعي لأن نحجبه أو لنستحي أو نخجل في عدم ذكره , أو حتى بالبوح أو بالكلام عنه , لأنه يحاكي فعليا عن واقعنا وعالمنا الحالي , فكم من فتاة قد عملت أو تدرجت في عدة مهن مختلفة أو أعمال متنوعة ؟ وذلك من أجل سد حاجتها , وإعانة نفسها أو أهلها أو حتى لمن تعولهم بشكل عام , ولكن قد تختلف هذه المهن بحسب تنوع ومردود الدخل اليومي أو الشهري لها , إلا أن البعض ممن يعملون في هذه المهن وخاصة التعليمية منها أو غيرها من المهن الأخرى , سواء أكانت ذات الطابع الحكومي أو حتى الأهلي , وخاصة ممن لديهم وجهة نظر أخرى أو أفكار كانت قد بدلت أو غيرت من مجرى حياتهم بشكل كامل , أو قد أدت بالبعض منهم إلى الخوض في تجربة أخرى , كالعمل في أوقات فراغهم بأي مهنة أخرى قد تساعدهم , أو قد تزيد من دخلهم في إكمال نقصهم أوتسهيلا من أجل الحصول على كل ما قد يحتاجونه في هذه الحياة , والتي أصبحت شبه قاسية ومملوءة بالهموم وبكثرة المطالب والمعاناة , وبغلاء أو بارتفاع الأسعار , حياة أصبحت تقول بل وتعلم لصاحبها عبارة نفسي نفسي ومالي ومال غيري بي , مما قد أدى كل ذلك إلى التفكير الجدي بالعمل بهذه المهنة والتي تعرف بــ ( طقاقة ) , حيث تعتبر هذه المهنة عمل مربح مائة في المائة , كما أنها تحتل في ترتيبها من حيث مبدأ قبولها وتفضيلها بالمرتبة الأولى , وهي تعد وفي نفس الوقت مهنة يكثر عليها الطلب وغير شاقة أو متعبة , و تعتبر سهلة في فهمها وتطبيقها , كذلك ولما تعطي هذه المهنة من كامل البلوغ المطلق , والشعور والإحساس بالحرية والانطلاق والإمتاع , وبلوغ الشهرة وسعة الصدر , وقضاء أمتع الأجواء والأوقات , كذلك الخروج من هذه المهنة وبشكل عام بأعلى فائدة واستفادة سواء أكانت مادية أو معنوية .
وأما بالحسبة فقط , فلو حسبناها معا بكم هو الدخل المادي لهذه الطقاقة ؟ ولو فرضنا ذلك بأقل سعر وفي يوم واحد فلوجدنا بعد حسبتها بأن دخلها اليومي والمقدر بأقل تقدير , قد يساوي تقريبا : 9000 ريال ( أي ما يعادل دخلها الافتراضي لليوم الواحد , وبأقل ساعات عمل ) , مضروبا في عدد الأيام والتي قد عملت فيها , وأيضا كأقل أيام عمل وكمثال ( مضروبا في عدد 15 يوما ) , لنجد بأن المحصلة الكلية أو الإجمالية والتي لم تكن سوى أقل دخل وبعدد أيام , وكذلك أقل ساعات عمل قد تساوي في مجموع دخلها الشهري تقريبا : 135000 ريال , وبمقارنة بسيطة مع راتب شهري لأي موظفة بأي قطاع حكومي أو أهلي , سنجد حتما بأن الطقاقات في زمننا هذا هم أغنى الأغنياء , أيضا وبمقارنة مهنتهم بمهنة أية موظفة أو عاملة , أو حتى مع بقية المهن الأخرى فهم يعتبرون بالأفضل من حيث الراحة والرفاهية والمتعة والفائدة , إلا أن المقابل من كل هذه المميزات والحوافز فهو اختلافهم في مسمى مهنتهم مقارنة مع أي مسمى آخر من حيث عدم القبول أو الرضى , أو من حيث إخفاء الإسم الحقيقي لهذه المهنة والتي هي وصف من عيب أو قلة هيبة وقيمة وإحترام وتقدير , كما أنها قد تكون إحتقارا وتصغيرا لكل من يزاولن لهذه المهنة , لعدم إعترافها بشكل واقعي أمام مجتع مازال يطلب هذه المهنة وفي أمس الحاجة له , إلا أنه يرفض تماما الإعتراف بحقيقة مزاوليها أو إعطائهم لأقل حق من إحترام وتقدير .
وختاما , فلقد اختلفن البعض ممن قد أردن العمل في هذه المهنة ( طقاقة ) , سواء أكان من حيث مبدأ قبولهن للعمل من الأساس كون أن هذه المهنة يعتبرها البعض محرمة , أو لأنها ليست بمهنة دائمة وآمنة للعمل فيها , أو لأنها أيضا قد تعتبر مهنة تنطرح في مجال السمعة الغير شريفة , أو بسوء أو قلة أخلاقها المهنية والعملية , وقد إختلف البعض أيضا من مؤيدين أو رافضين لمبدأ عملها , حتى أصبحت هذه المهنة تنخرط في مجتمعنا بأسماء مجهولة من قبل مزاوليها , وذلك هروبا أو محاشاة أو منعا لأي إنتقاد أو لأي إحراج أو مضايقة لهن , وأخيرا إذ تكفينا مهنة شريفة أو صنعة في اليد وبأقل دخل , خير مما قد تجنيه علينا من مئات أو ألوف أو مئات الألوف المؤلفة , فالرزق على الله وعلينا قبول ما قد رزقه وقسمه الله لنا بأن نحمده ونشكره دائما على ما قد أنعمه علينا من نعم عظيمة , الآ وهي نعمة العقل والصحة والعافية والسلامة الدائمة , فجميعها لا تعوض ولا تقاس بأي ثمن .
[COLOR=#FF008A]سامي أبودش
كاتب سعودي .[/COLOR]
[url]http://www.facebook.com/samiabudash[/url]