شهداء قوات الطوارئ الخاصة بعسير رجال سارعوا إلى الخيرات وعودوا انفسهم على عدم التأخر في العبادة وتقدموا الصفوف الأولى بالصلاة ليقتدوا بصفة صلاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وينالوا مواطن الخير ، لم يتأخروا عن صلاتهم فلم يؤخرهم الله عن الفردوس الأعلى ونالوا الشهادة في سبيل الله .
لا نزكيهم على الله إن الله يزكي من يشاء ، نحسبهم شهداء احياء عند ربهم يرزقون وكما صح بالحديث : رأى النبي صلى الله عليه وسلم قوماً يتأخرون في المسجد يعني : لا يتقدمون إلى الصفوف الأولى فقال : ( لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله ) .
وعلى هذا فيخشى على الإنسان إذا عود نفسه التأخر في العبادة أن يبتلى بأن يؤخره الله عز وجل في جميع مواطن الخير .
لا أعتقد أن انسانا مؤمنا بالله تعالى وبالعقيدة الاسلامية لا يملك في داخله حب المملكة العربية السعودية ، وهنا أقول في المصاب الأليم الذي أصاب إخوتنا من قوات الطوارئ في عسير أن الوجع واحد و المصاب واحد و الحزن واحد فالمملكة العربية السعودية بكل شبر فيها هي عشق المؤمن وراحة النفوس المفعمة بالوحدانية لله عز وجل .
إن قوات الطوارئ التي تدافع عن بلاد الحرمين ومهبط الوحي ومنبع الرسالة الاسلامية قوات تدافع عن العالم أجمع تدافع عن ديننا وعن أمننا وتخدم حجاج بيت الله الحرام الذين هم أهلنا وذوينا ، خدموا لك أب وأم وابن وأخ فيستحقوا منا الدفاع عنهم ، قدموا أرواحهم لننام آمنين مطمئنين قدموا لنا أروع الصور في الجهاد في سبيل الله عز وجل حملوا زوار بيت الله الحرام على أكف الراحة رجال لهم اسم يهتز عزّاً في أرجاء العالم.
شهداء قوات الطوارئ كانوا بالأمس خدماً لضيوف الرحمن .. واليوم هُم ضيوف الرحمن !
فلنتذكر حين ننام آمنين، أن ثمة من أمسوا ليلهم ساهرين على راحتنا، منذ تأسيس قوات "الطوارئ" الخاصة قبل نحو 50 عاماً، وهي تقوم بدورها، في المحافظة على النظام وخصوصا في مواسم الحج، ومكافحة الإرهاب.
في كافة أرجاء العالم على مختلف دياناته تعتبر الطوارئ عمل إنساني .. وتفجير عسير استهدف الإنسانية قبل الأفراد .. فعن أي دين يتحدثون!؟
مصاحفٌ اختلطت بدماء شهداء التفجير الانتحاري لتشهد صفحاته على الجريمة الارهابية ، ماذا يريد الإرهابيون الجبناء ؟! فهل من يريد الجنه يهدم مسجداً ؟!
ألا إنها حيلة الضعيف أمام القوي فقمة الجبن أن يقوم العاجز على المواجهة وجهاً لوجه باللجوء إلى الغدر من الخلف ، يختار عباد الله في بيوته آمنين ووجهوهم نحو قبلة اختارها الله لهم ينتظر لحظة انحناء جباههم لخالقهم ثم يفجر نفسه ويقتل المصلين .
إن كان تفجير المساجد في نظرهم يوصلهم الى الجنة ... فأيُّ عمل سيدخلهم النار...!!
تركوا من يقتل الطفل ..! وقتلوا من حمل الطفل ورعاه ..!
انتهكوا حرمة بيوت الله وشعيرة الصلاة والدماء المعصومة وفجروا من يؤدون صلاة الظهر سجدا لله رب العالمين ، استهدفوا بلد الحرمين ومهبط الوحي من عرعر للدالوة ، للقديح ،للرياض ، للقصيم ، للطائف ، لعسير.. ونسوا أن زوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق وأن أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء ، ومن أصدق من الله قيلا : )وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ{11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ (، وكما قال الإمام مالك رحمه الله : إن رأيت الرجل يدافع عن الحق فيشتم ويسب ويغضب فاعلم أنه معلول النية لأن الحق لا يتحاج إلى هذا .
في اخر ساعة من عصر الجمعة الوقت الذي لا يرد فيه الدعاء ، وهي ساعة خفيفة لطيفة اوصانا بها الرسول صلى الله عليه وسلم أذكركم ونفسي أن لا تنسوهم من دعائكم والدعاء لكل رجل أمن يقف على الحدود السعودية والأردنية وفي كل حد من حدود العالم العربي والاسلامي أجمع.
ندعوا الله تعالى لشهدائنا قوات أمن الطوارئ بعسير ان يتقبلهم مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا ، ونهنئهم بحسن ختامهم، فقد لقوا ربهم مصلين، راكعين ساجدين و ندعوا الله لوالديهم ان يلهمهم الله عز وجل جميل الصبر والسلوان ، أحسن الله عزاء ذوي الشهداء، وربط على قلوبهم.
وأتقدم بخالص العزاء والمواساة من خلال سفارة المملكة العربية السعودية لدى الأردن ، لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظهم الله ورعاهم - .
كما أتقدم بخالص العزاء لسفارة خادم الحرمين الشريفين بعمّان ممثلة بسعادة السفير الدكتور سامي بن عبدالله بن عثمان الصالح وكافة ملحقيات السفارة وأركانها .
والعزاء موصول لأشقائنا الشعب السعودي الأصيل الذي زادته هذه الجرائم النكراء التفافا حول قيادته وزادتهم إصراراً على أداء الصلاة في المساجد إيماناً منهم أن الإنسان لن يستطيع تغيير ساعة موته فهذا قضاء الله وحده و هنيئاً لمن توافيه منيته وهو ساجد لربه الكريم .
كما أعزي كافة الشعوب العربية والاسلامية جميعا فالمصاب واحد والألم واحد.
حفظ الله المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً و أدامها عزاً وذخراً للمسلمين
[COLOR=#ff0003]بسام العريان[/COLOR]