التبرع بالأعضاء بعد الوفاة قرار ليس باليسير ,فعندما تستطر في وصيتك موافقتك للتبرع بأعضائك لمن يحتاج لها امرا ليس بالسهل على النفس , لكن النتيجة التي ستكون بعد ذلك هي نتيجة عظيمة فالواحد منا يستطيع ان ينقذ ثمانية اشخاص من الموت ويعطيهم املا جديدا في الحياة بمجرد انظمامه لركب المتبرعين بالاعضاء .
الجمعية السعودية للتبرع بالأعضاء تسعى دائما لنشر ثقافة التبرع بالأعضاء , لأن هذه التجربة تعتبر تجربة وليدة في مجتمعنا وتقبل المجتمع لها ليس على ما يرام ذلك يعود لقصور الفهم في مسألة التبرع واعتبار ذلك اما امرا غير مقبول شرعا أو غير مقبول عرفا او ان الجسد ربما يعتريه التشوه جراء استئصال العضو المطلوب , او ان التبرع سيؤخر دفن الجثة . بيد ان كل تلك الامور باتت محسومة من الناحية الشرعية فقد اجيزت من العلماء ,وعملية استئصال العضو لا تشوه الجسد ابدا حيث ان الاعضاء المتبرع بها ستكون داخلية وليست خارجية ,اما تأخير الدفن بسبب تأخر استلام الجثة فعملية استئصال العضو المراد لاتتأخر ولا تتجاوز الساعة الواحدة .ولكن تبقى ان نتفهم نحن من ناحيتنا قيمة هذا الامر ونقدم على التبرع دون تردد .
قال تعالى ( ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا ) وذلك للنفس الواحدة فكيف سيكون الامر عندما تكون هناك ثمانية أنفس ترفل بحياة سعيدة بسببك وانت ترفل بعظيم الاجر – بإذن الله- بعد مماتك , فالقرار بأيدينا جميعا فمن يقرر الانضمام للمتبرعين ويصنع الفرق في حياته وبعد مماته
توفيق محمد غنام