حب ما بعد التخصص ..
عندما تفتح الجامعات أبوابها معلنةً بذلك استقطابها لجيلٍ جديد ، جديد بكل ما تعنيه الكلمة جديدٌ بالفكر وجديدٌ بالطرح وجديدٌ بالعطاء .. من أول يوم ينوي بِه الشخص الالتحاق بالجامعة تبدأ مرحلة البحث والتحري، بماذا سأتخصص ؟ وهل سوف أنخرط في هذا التخصص وأبدع فيه ؟
وما هي المعايير التي ينبغي أن أتبعها حتى أحصل على التخصص الذي يشبع رغبتي ؟
فالغالب وفي فترة ما قبل التسجيل تنهل على الشخص أسئلة من عامة الناس وخاصتهم عن ماذا سأتخصص وقبل أن يكمل سؤاله تجد أنه يقترح عليك تخصصاً قد يكون جديد بالنسبة لك والأدهى من ذلك أنه قد لا يعلم عن هذا التخصص إلا أسمه!
فالحقيقة تشير الأبحاث العلمية إلى أن هناك ثلاثة معايير ينبغي مراعاتها عند اختيار التخصص:
"الرغبة "لاختيار التخصص "والقدرة" على دراسة هذا التخصص فالرغبة لا تكفي بل يجب أن يعرف مقدرته على دراسة هذا التخصص وهنا يأتي دوره فالبحث عن ملامح هذا التخصص
وأخيراً هو "الهدف"من هذا التخصص ، ما هو هدفي من هذا التخصص وماذا سأصبح بعد ذلك؟
وأثناء هذه التساؤلات والبحوث والمعايير يأتي السؤال الأكبر والذي يكون هو مربط الفرس وهدف كل من يبحث عن تخصصٍ ما وهو : هل سوف أحب هذا التخصص ؟ !
هذا السؤال لا يستطيع أحد أن يجيب عليه إلا الشخص نفسه ولكن بالحقيقة الشخص نفسه لا يستطيع الحكم إلا بعد الخوض والتجربة وعنوان هذا المقال اقتبسته من المثل السائد وهو " حب ما بعد الزواج " والسبب أن هذا الحب الذي لا يأتي إلّا آنفاً هو بسبب عدم الخوض في تجربة تستدعي هذا الأمر وهو ما يحصل تماماً مع مسألة حب التخصص فالذي يرغب في دراسة تخصص طبي على سبيل المثال قد لم يسبق له الدخول لمحاضرة في البيولوجي أو بالفسيولوجي لذلك بسبب عدم الخوض والتجربة لا يستطيع الحكم بحب هذا التخصص من عدمه ، ولعلك تسمع كثيراً من الأشخاص انخرطوا في تخصصات بغير رغبتهم ولكن تبين عكس ذلك بل أثبتوا إبداعهم وتفوقهم فيه .
ما أريد أن أوضحه هو أنه لا تبحث عن حب التخصص أولاً وتجعله مقياساً أساسياً فالحب لا يأتي أولاً بل يجب الأخذ بالمعايير العلمية المذكورة سابقاً وأخذها بالاعتبار ومع توفيق الله عز وجل ستكون النتيجة هي الحصول على حب التخصص والإبداع فيه.
[COLOR=#ff002d] صنيتان بن حجاب بن تنباك [/COLOR]
@sunittan