[B](( كل عام وهذا الوطن شامخ الذرى واسع الخطى ))
الحمد لله على عظيم فضله وجزيل عطاءه وأصلي وأسلم على من تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيــغ عنها إلا هالك خــير الأنام مقاماً وأصدقهم مقالاً نبينا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :-
في تاريخ الأمم والشعوب أيام تسطر على جبين الزمن أمجاداً تحفل بمعان سامية وقيم أصيلة هي دائماً مشاعل التوجه للمستقبل - واحسب أننا نعيش في هذا اليوم واحد من هذه الأيام الخالدة ولهذا يظل يومنا الوطني في ذكراه ((الثانية والثمانون)) التي نعيش أيامها على توحيد هذا الكيان الشامخ ((المملكة العربية السعودية)) على يد المؤسس الباني الملك / عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه وغفر له مثواه ومعه المخلصون من أبناء شعبه يرحمهم الله جميعاً .
له أهمية وذكرى بالغة في النفوس لأنها تعطينا دروساً مجانية ونستلهم منها العبر في سلوك المواطنة الصادقة ومنهجية ناصعة في الولاء والطاعة وتجسد حقيقة معاني الكفاح والصبر والمصابرة والجد والمثابرة من أجل الحقوق والمبادئ وصدق في الوفاء وعمق في الانتماء وإخلاص في العطاء.
لقد كانت أوضاع بلادنا قبل ملحمة التوحيد تعيش في شتات وطعامها فتات وتسودها النزعات والمشاحنات والحروب والـفـوضــى والسلب والنهـــب والظلم والبـــدع والضــلالات والخرافــات وبعضاً من الشركيات والجهل والفقر والمرض .
حتى قيض الله سبحانه وتعالى لها الملك / عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله بعلو همته وحنكته ونفاذ بصيرته وقوة إرادته وصدق إيمانه وعزيمته ورؤيته الثاقبة وشجاعته الباسلة وإخـــلاص من معه ِمن رجالـــه المخلصين الأوفياء فتوحد شمل البــــلاد وتألفت قلوب العباد وانزاح الظلام الدامس عن هذه البلاد من مظاهر التخلف والفرقة فانبلج فجر جديد لهذه البلاد الغالية.
فأسس دولــة قامت على تطبيــق ((الشريعــة الإسلامية)) ووضع قواعد هذا البناء الشامخ وشيد منطقاته وثوابته دون كلل أو ملل .
فعاشت بلادنا الحبيبة ولا تزال ولله الحمد وحدة ((المنهج والهدف)) وصاغت جميع أنظمتها لتكون ترجمة حقيقية لما جاء بدستورها ((القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة)) بشكل يجمع بين متطلبات المجتمع والتنظيم .
إننا في هــذا العصر نقطف ثمار تلك الجهود المباركة والغرس الطيب الذي غرسته يد المؤسس الباني طيب الله ثراه وسار على نهجه من بعده أبناءه البررة الكرام .
حيث تنعم بـــلادنا ولله الحمد برغد العيش والأمن والاستقرار وأصبحت قلعةً حصينةً وحامي حـــوزة الشريعة المحمدية المطهرة والمبادئ والقيم الإنسانية الذي تنشده وتفتقر إليه الكثير من دول العالم من حولنا .
ففي هـــذه المناسبـــة الوطنيـــة الغاليـــة نحن بأمس الحاجة إلى سواعد تبني وعزائم تعمل وهمم تجــد وتكافـــح لتضفي إلى سابق عهـد مضيء وأن نجسد بجلاء صادق أسمى وأبهى معاني التقارب والتناغم في إطار منظومة البناء الحضاري المفعم بروح التكامل والتجرد والقناعات المنبثقة من ثقافة المشاركة الفعالة الصادقة ليتألق الولاء حباً ويتعاظم الوفاء مجداً وينبض الواقع انجازاً فيشرق المستقبل طــموحاً ليبقى وطننــا متباهياً أمناً واستقراراً ودوحـــة مؤرفة الظلال والثمار للإسلام والمسلمين وترقى بلادنا أعلى القمم وتتبوأ أسمى المراتب بين الأمم .
كما يتوجب علينا جميعاً أن نغرس مفاهيم الولاء والمواطنة الصادقة الصافية لهذا الوطن الغالي في نفوس أبناءنا الذين هم عماد الأمة وجيل المستقبل لأجل المحافظة على هويتنا الإسلامية ولحمتنا ونسيجنا الوطني ومقدراتنا ومكتسباتنا حتى يكونوا نماذج وضاءة مشرقة في المواطنة الصادقة والانتماء يستحضرون رسالة الحياة واجباً ويقدرونها عقيدةً ويمارسونها أسلوباً .
وينشأ ناشئ الفتيان منا
........ على ما كان عوده أبوه
ففلسفة حب (( الوطن )) أيضاً ليست كلمة تقال وإنما يتوجب أن تترجم إلى أفعال فكلما أدى الإنسان العمل المسند إلية بشكل متقن وجيد أنعكس إلى عطاء وتضحية في خدمة الوطن ومن هذا المنظور فأن (( المواطنة )) ليست شعار بل سلوكاً يحافظ على معطيات الوطن وتعامل حسن مع مقتنيات العصر
إننا في هذه البلاد الغالية محسودين ومستهدفين من كيد الأعداء وتربص الحاقدين والضالين المظلين حــســد على إيماننا واستقرارنا وأمننا وتمسكنا بعقيدتنا الإيمانيـــة وثوابتنا وقـيـمـنــا وأخلاقنا العربيــة الأصيلة وعلى رغد عيشنا وعلى التفافنا حول قيادتنا الحكيمة وولاة أمرنا .
عندما يكون الوطن هاجساً حياً تتألق معه المشاعر وتسموا الأحاسيس فيشرق العطاء ثرأ متدفقاً نابضاً بكل معاني الحب والتطلع ويصبح عنواناً كبيراً في الوجدان وترخص في سبيله الأرواح والأنفس.
كل عام وهـــذا الوطـــن العزيز شــامــخ الذرى واسع الخطى هذا الوطن الذي تلاحقت على اديمته وقع الجياد رافعة راية الحق والجهاد كل ما في الماضي أطياف من ذكريات العز وكل ما في مسارب التاريخ ملاحم مجد وعدل وبناء .
اسأل الله العلي القدير جل شأنه أن يدعم على بلادنا الطاهرة بلاد المقدسات ((الحرمين الشريفين)) دينها الذي هو عصمة أمر أهلها وأمنها وأمانها وخيرها واستقرارها وأن يديم عزها وخيرها في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يحفظهما الله تعالى من كل مكروه.
(( يا آل سعود منكم الوفاء ومنا الولاء منكم العطاء ومنا الدعاء ))[/B]
[COLOR=#FF0036]عقيــد
جبــــــــر بـن بـــــدر النهيـــــــــر
مديـــر إدارة العلاقــــات والإعـــــلام
(( بمديرية الدفاع المدني ــ بمنطقة حائل ))[/COLOR]