أُعزي أمتي ووطني في بعض شبابها ممن تغيرت وانقلبت مفاهيمهم للأولويات حتى صار ( الجل وكريم الأساس وفرقة الشعر ) !! أولى من بعض أوامر و مستحبات وسنن الدين والأخلاق والأعراف ، للأسف شباب بعضهم على أعتاب الكهولة في أواخر العشرينيات كان من المفترض أن يسابق أقرانه على ( المرجلة والعلم الغانم ) ولكنه فضل أن يسابق أخته على ( الشانيل و البوبي براون ) أنها كارثة بكل المقاييس وانتكاسة للفطرة - نسأل الله السلامة - شباب كان مؤمل منه أن يكون عنوان للمجد وعز لدينه ووطنه و أمته لكنه فضل أن يكون تابع و مطية لكل ماهو مخالف من عادات وتقاليد، وجدت منهم من يتجادلون في أجمل تسريحة وأسرع مبيض للوجه وأفضل مقشر بشرة !! ( مساكين ) شباب يعاني من فراغ و ضعف انتماء، ثقة بالنفس مزعزعة ، شباب بلا هوية ، سهل الانقياد ، غلبت عليهم النعومة وجرفهم التقليد الأعمى إلى مستنقعه القذر، تراهم تشمئز منهم ، كل هذا والأب يشاهد ابنه يذوب وتذوب رجولته وشخصيته ولا يحرك ساكناً بل بالعكس بعضهم هو من يدعمه معنوياً ومادياً ولكن ( إذا كان رب البيت بالدف ضارباً ... ) عموماً ( اللي ما يربيه أبوه الدولة تربيه ) أتمنى أن تكون هناك جهة حكومية لديها سلطة لضبط الذوق العام في المجتمع فهؤلاء المسوخ منتشرون في المجمعات التجارية وفي الأماكن العامة.
أرجوا أن لا يفهم من كلامي أن لا يهتم الشاب بمظهره أو أناقته بل يهتم ولكن بما يتناسب مع رجولته ولا يتعارض مع دينه و عاداته وتقاليده .. ورد في بعض الآثار عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال (إيَّاكُمْ والتَّنَعُّمِ وَزِيِّ العَجَمِ، وعليكُمْ بالشَّمسِ، فإنها حَمَّامُ العَرَبِ، واخْشوشِنُوا)..
للكاتب : أحمد جزاء العوفي