أصعب شيء يواجهه الإنسان في هذه الحياة هو خيبة الأمل فالإنسان يعيش و يحلم و يبني آمال عديدة على هذه الأحلام و لكن ألم يفكر في مصيره إذا خاب أمله .
صعب جدا توقع الفشل و الأصعب منه حدوث الفشل نفسه , غالبية الناس في هذا الزمان ينقسمون إلى نوعين منطقي و خيالي و كلاهما يعاني و يشكو عدم السعادة , فالمنطقي يعيش حياته دون أن يحلم أو يبني آمال على أحلام لكنه يبني دائما على الواقع الذي يعيش فيه حتى إذا كان مر و صعب لكنه يفضل أن يعيشه بكل آلامه .
أما الخيالي فيبنى ما شاء من آمال و توقعات في عالم الخيال و الأحلام و إذا ما استيقظ وعاد إلى واقعه المرير ندم على الوقت الذي أضاعه في الآمال المبنية على الأوهام .
فاذا اراد الفرد منا ان يعيش بارتياح فعليه أن يقدر نتائج عمله و أن يترك لنفسه فرصة ومتسع من المساحة لخط الرجوع إلى تقييم الأداء فإذا حقق ما كان يصبو إليه فذلك خير و بركه , و إذا جانبه الصواب أو قصر في جزء ما فسوف يجد في حيز المراجعة للذات نقاط عديدة يستطيع البدء من خلالها و بذلك سيجدد في داخله الطموح الكامن و القوة اللازمة للإنتاج الأفضل وتحقيق ما كان يصبو إليه , لذا يجب علينا أن نتخذ من الوسطية و التأمل و التفكير بعيد المدى , أساس أداء العمل حتى نستطيع الاستمرار في الإنتاج بصورة اكبر و أفضل وبالتالي نستطيع أن نعيش حياتنا كما هو مفترض لنا, حياة لا نحمل فيها هم لشيء فات وخوف من شيء آت محققين القاعدة الربانية في كتاب الله عز وجل ( لكيلا تاسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم ) و أن نفكر بالأمس بحيث نستفيد منه لما قد نقدمه في الغد فلا نضل نبكي على ماض مجيد و نندب حظنا من خلال حاضر مرير فنحرم أنفسنا من أن نحقق غدا أفضل.
الكاتبة: د. فاطمة باكودح