أعتقد إن أبناء الشعب السعودي في جميع أطيافه ومكوناته يعي جيداً ما تخطط له دولة الإرهاب في جر بلدنا إلى مستنقع من الفوضى والعبث في ثرواته ومقدراته، فالكل يعلم مدى حقدهم وكرههم الأزلي للعنصر العربي، وتصنيفاتهم في هذا الشأن لا تخفى على أحد ولا أعتقد إن أحداً يجهلها، والكل يعلم محاولاتها المستميتة في شق الصف ونشر الفتنة وزرع الفرقة والقلاقل بين السنة والشيعة من خلال دعم غلاة الطائفتين بالمال والسلاح حتى أصبحوا أدوات سهلة تدار بأيديهم للقضاء على أنفسهم بأنفسهم وقتل بعضهم بعضاً نيابةً عنهم وهذا ماتقتضيه المصلحة العليا، وما يتطلبه الأمن القومي الإيراني حسب مايرون، والشواهد على ذلك كثيرة فهم لايرون لهم عزاً إلا بذلنا ولا قوة إلا بضعفنا.!!

-وخير مثال على ذلك مايدور في العراق من أحداث، فالحرس الثوري يمول النقيضين بالسلاح والمال ليقتتلوا ويقضي بعضهم على بعض، فيجب أن نعي الدرس ونأخذ منه العبر، وهذا يدل على كرههم لجميع العرب أياً كانوا وفق نظرتهم القومية الضيقة، إلا من يخدم مصالحهم الخاصة بغض النظر عن انتماءاته المذهبية فهم يعتبرونه أداة مسيرة لهم وسوف يستغنون عنه متى ما انتهت مهمته وصلاحيته إلا من بقى خادماً لهم ولمصالحهم القومية على مدى الحياة، وبمباركة قوى عالمية تستغل نقاط الخلاف والضعف لفرض هيمنتها على الجميع لتغيير ديموقرافية المنطقة على حسب مصالحها الخاصة، أضف إلى ذلك تفجير كثير من المرافق بأوامر وتخطيط وتمويل من الحرس الثوري لتوسيع دائرة الخلاف حتى جعلوا من العراق مسرحاً للخراب والدمار الشامل وأصبح قادته خواتم في أيديهم يديرونهم كيفما شاءوا وفق ماتمليه المصلحة القومية العليا لملالي طهران وليست مصلحة العراق ومواطنيه، إذاً مصلحتهم العليا فوق كل اعتبار ولايمكن أن تستقيم إلا على دمار بلادنا وإذلالنا، والخيار في أيدينا نحن فهل نأبى ذلك ونرفضه أو نقبله ونكون أدوات جاهزة للقضاء على أنفسنا وعلى بلادنا ومقدراتنا وأمننا دون وعي وإدراك.!!

- ومن أبرز الأدلة على دعمهم للطرفين تزامن إعلان القيادة العليا في طهران مع بدء التفجيرات في بلادنا وسرعة الاستجابة، فقد تم هذا بعد التوجيه وإعطاء الأوامر والصلاحيات للحرس الثوري مباشرة لإشاعة الفوضى وفتح عدة جبهات لإنهاك بلادنا، فهل ننتبه لذلك ونكون على قدر المسؤولية، وليكن الرابط بيننا وطنيتنا والإحساس بالمسؤولية مع تقديم صوت العقل والمنطق على صوت العاطفة والجهل فلا تأخذنا العواطف مع الغلاة، من أي طائفة كانوا فملة الإرهاب واحدة، ومن يخرج عن هذا الخط فهو عدونا جميعاً، فهل نصحوا لمايخطط ويدبر لنا بمساعدة قوى ومنظمات عالمية لها أهدافها ومسبباتها، فهل يعقل أن نكون نحن أدواتهم في القضاء على أنفسنا وعلى بلادنا ومقدراتنا؟.!!

-لا أحد ينكر إن الإرهاب موجود في كل مكان وكل زمان وان ملته ملة واحدة إلا أن أخطر الإرهاب إرهاب الدول لأنه إرهاب منظم ومنهج تقوم عليه قوى كبيرة بقياداتها وثرواتها وجيوشها واستخباراتها فمخططات طهران في هذا الاتجاه كبيرة وواضحة، ولا يمكن تجاهلها الإ بالتكاتف والإتحاد والالتفاف حول قيادتنا حفظ الله الجميع، كما نأمل من قيادتنا الحكيمة أن تعاملهم بنفس السلاح من خلال خطط مضادة تزعزع أمنهم من الداخل وتنشر الفوضى الخلاقة فيما بينهم، فلن نتقي شرهم إلا بغزوهم بـ نفس السلاح فخير وسيلة للدفاع الهجوم فلندعم جميع الفرق والمذاهب والقوميات الانفصالية المعارضة لهم وبقوة لنشغلهم بأنفسهم عنا، فزعزعة أمنهم وإشاعة الفوضى بينهم أصبح واجباً ومطلباً أساسياً وحاجة ملحه لايمكن التغاضي عنها، حفظ الله بلادنا وأمننا وولاة أمرنا وأمتنا من كل شر، فقد حان وقت الجد للوقوف يداً واحدة بوجه هذا الإرهاب المنهج لنفوت عليهم الفرصة، ولنكن مضرب مثل في الترابط والتلاحم والتآخي في وطنيتنا فهي من حق الجميع كما قال قائد مسيرتنا لافرق بين مواطن وأخر ولا منطقة وأخرى إلا بالحق. ووطن لانحميه لانستحق العيش فيه، فأمننا وآمن بلادنا وأجيالنا القادمة أمانة بأرقابنا وخط أحمر لا يمكن السكوت أو التغاضي عنه بأي حال من الأحوال.!!
[COLOR=#ff0003] عمار بن محمد القليبي[/COLOR]
(*) كاتب وشاعر