كيف يمكن أن أفهم أننا حينما نريد أن نفسح طريقا للناس فعلينا أن نخرج عشرات الأسر من مساكنهم ونجعلهم بلا ماوى ونعيدهم إلى نقطة البداية في البحث عن سكن ملائم. ونسمي ذلك تنمية.
هذا مايحدث فعلا في غير مشروع في المملكة فمن أجل أن ننشيء طريقا عرضه لايتجاوز المئة متر نحدث أزمة سكنية في المقابل ونضاعف بالتالي أرقام المحرومين من السكن في المملكة هذا بالإضافة إلى خلق حالة من الارتفاع المطرد في سوق العقار كل ذلك سببه من ؟
بلا شك ان المهندس الذي صمم المشروع والإدارة التي اخرجت المشروع والوزارة التي اعتمدت المشروع كلهم شركاء في هذه المشكلة ويجب محاسبتهم . وبعد المحاسبة يجب أن تعرض كل المشاريع من ذات النوع على جهة محايدة لاقرارها أو إلغائها أو تعديلها بما يتناسب وحاجة الناس ليس من المعقول أن نصنع من التنمية أزمة بل نجعل من التنمية حلا للأزمة. فكم عقارا نزعت ملكيته لتنفيذ الدائري بالباحة وما نزع من عشرات العقارات في تقاطع مستشفى الملك فهد دليلا على ذلك هذا على مستوى المنطقة. وفي الطائف شارع حسان بن ثابت نزعت مئات العقارات من أجل ذات السبب والدائري الرابع بمكة نزعت مئات العقارات كذلك وقس على ذلك الكثير على مستوى المملكة.
الدولة لن تحرص على هضم حق احد في التعويض ولكن الدولة ذاتها تحرص على تأمين السكن لكل مواطن فكيف يمكن أن نحل هذا اللغز المحير ؟
التنمية بناء فقط وليست بناء مقابل هدم وهذا مايجب أن تعمل عليه كل مؤسسات الدولة.
[COLOR=#ff0c00]توفيق محمد غنام[/COLOR]