في رأيي المتواضع وفي ظل هذا الهراء من الولايات المتحده الأمريكية وسياستها المتدنية ومتاهات الطريق التي تريد أن ترسمها لنا والتي تريد أن تجمع بين متضادين وهذه من المستحيلات تريد أن ترضي إيران اكتفاءً لشرها ولعجزها بالقيام بأي تدخل عسكري في إيران أو غيرها وتتعامل مع الخليج بما يحافظ على مصالحها دون أي اعتبار لعلاقاتها الطويلة فهي ترى الأشياء بمنظورها هي فقط وليس بنفس منظور الخليج العربي .
أمريكا لم تعد أمريكا قبل عهد بوش الإبن والذي بسببه مازالت الولايات المتحده تدفع ثمن ذلك التهور ولن يستطيع الحزب الديمقراطي ولا الحزب الجمهوري تغيير هذه السياسة سواءً بوجود أوباما أم بغيره لأن الموازنة الأمريكية تعاني اقتصادياً وقد اتفقت مجالسهم وبرلماناتهم على أن لا يكون هناك أي تدخل عسكري بل استخدام الأساليب السياسية والدبلوماسية والمد والجزر وهو الخيار المسموح به.
وللأسف لم يفهم هذه اللغة إلا إيران فهي من يمارس كل سياساتها مع قوى العالم رغم العقوبات الاقتصادية حيث جعلت الخوف خارج حساباتها بل تنافس أمريكا في مساعيها وتتحدى الأمم المتحدة ووضعت يدها في كثيرٍ من البلدان العربية ولم تفكر في أي دولة لأنها علمت وتعلمت بأن أمريكا ليست بتلك القوة كما كانت في الماضي وأن الخليج يتوجس منها خيفةً ولن يكونوا على قلبٍ واحد وتستغل في ذلك الطوائف والأقليات في مجتمعات الخليج .
بينما دول الخليج لم تتعامل مع إيران بنفس لغتها وفضلت أسلوب عدم التدخل في شؤون أي دولة ومازالت تتعشم وتمنى نفسها بهذا التحالف المفلس مع أمريكا وأكبر دليل هذا الاجتماع الأخير في كامب ديفد والذي لم يجد منه العرب والخليج إلا الضياع والتهور والانقياد للآخرين
كان الأجدر بدول الخليج وبعد هذه التجارب والأعوام العشرة الأخيرة والتي أثبتت فشلها أي أمريكا بأنها ليست حليف قوي للخليج لأن حساباتها اختلفت وتغيرت بل أنها ترغب في تحالف من نوع آخر مع دولة إيران التي تستطيع أن تجعل منها شرطي المنطقة ولأن أمريكا حتى وإن تحركت فما يحركها سوى مصالحها فقط وليس حباً لعيون الخليج وشعوبها المستهلكة
نعم آن الأوان لأن تعتمد الدول العربية والإسلامية على نفسها بتكوين تحالفات خليجية باكستانية تركية وحتى مصرية لأن مصر سوف تتعافى بإذن الله من الجراح لتفرض دول التحالف الجديد نفسها واقعاً جديداً لوقف أطماع إيران التوسعية ولتحجيم سياساتها ولفرض الواقع على الولايات الأمريكية
بالإضافة إلى مد اليد للصين الشعبية والروس لأنها ستصبح القوى الجديدة والتي وقفت ضد أمريكا في كثيرٍ من المواقف والمشاهدات التي لا تغيب عن أي متابع للأحداث العالمية .
وكلنا يرى عدم تحرك الغرب قاطبةً وأمريكا خاصةً بأي تحرك سياسي قوي كإثبات وجود على الأقل أمام التنين والدب .
وهذه كرواتيا ليست ببعيد حيث لم تقدم لها أمريكا إلا التهديد والوعيد وكلام في الفضاء ثم تلك العقوبات الاقتصادية والتي لم تعد مجديةً .
كل ما أتمناه كمواطن بسيط بسرعة توجيه البورصة هذه المرة بعيداً عن أمريكا خاصةً والدول الأوروبية بشكل عام .
ولو كان ذلك بشكلٍ غير مباشر ثم لابد من فتح مجال للتطور البحثي والعسكري والاعتماد على النفس والموارد البشرية التي تكتظ منها الدول العربية والإسلامية وجذب العباقرة وأصحاب الاختراعات لتوطين جميع الصناعات التي تساهم في تغيير موازين القوى وأيضاً نستطيع بهذا التكتل أن نفرض واقعاً اقتصادياً على الدول التي تتدخل في شؤوننا الداخلية بمنع أي تعامل تجاري معها وليكن لنا حساباً قوياً في هذا العالم المتغير.
[COLOR=#ff0006]بقلم / عائض الشعلاني[/COLOR]