عاشت المملكة طفرات اقتصادية طيلة العقود الماضية , أفرزت نماذج متعددة من الأجيال المترفة تختلف باختلاف درجات الترف بدأ من توفر الاحتياجات الضرورية للفرد والأسرة إلى ترهل الأجسام وامتلاء الأسرة , ومع تعاقب الأجيال ومرور الوقت نشأ لدينا طبقة رخوة من أهم طبقات المجتمع بل هي أهم طبقة وأولاها بالعناية والإعداد وهي طبقة الشباب تحديدا من سن 15-25 سنة .
ولو القينا نظرة لحياة أولئك ماذا يتعلمون ؟ ماذا يأكلون ؟ ماذا يسمعون ؟ ماذا يشاهدون؟ وبالتالي فماذا يقولون ؟ وماذا يفعلون ؟ وكيف يخططون ؟ مدارسنا ومنازلنا هل تعدهم بشكل متقن ؟ أم أن الشبكة العنكبوتية والفضائيات وخفافيش الظلام قد تولوا المهمة في تكاسل وتخاذل من المدرسة والبيت ؟ لا أعتقد أنني جانبت الصواب كثيرا عندما وصفت الطبقة الشابة لدينا بالطبقة الرخوة , ذلك أنها تشبعت بتدليل الأسر وتذليل الصعاب وسهولة الحياة ولا ألومهم في كل ذلك فذلك قدرهم أن يعيشوا في زمن يوفر لهم كل ذلك , ولكن اللوم تتقاسمه عدة جهات : الأسرة التي نشأ بها الشاب تلام , والمدرسة التي أسقته العلم تلام , ومجتمع الشاب يلام ,والشاب كذلك يلام وحتى أجهزة الدولة هي كذلك تلام . وبين كل تلك الملامات تبرز الحاجة الماسة لإيجاد مشروع مقنن يرتقي بهذه الطبقة من الرخوية للجلد والاعتماد على الذات واحترام الوقت وتنظيم الحياة والصبر والجدية والطموح والعمل وتعزيز الوطنية والدفاع عن الوطن , ولا اعتقد أن هناك فكرة يمكن إن تحوي كل ماسبق ذكره وأكثر من فكرة ( التجنيد الإلزامي ).
التجنيد الإلزامي بعد المرحلة الثانوية سيحل لنا كثيرا من المشكلات منها البطالة وقلة فرص العمل واستهلاك الوقت دون فائدة ويقلل او ينهي كثيرا من المشاكل الصحية التي غزت أجساد الشباب ليس أولها السمنة وليس آخرها السكري , وعلى الأقل بدلا من أن يتخرج الشاب من الثانوية وينخرط سنة كاملة في السنة التحضيرية في الجامعة والتي لا طائل منها سوى استهلاك وقت وجهد ومال كان الأولى أن يستغل في جوانب أفضل , أو يظل بلا عمل ولا دراسة في المنزل الأفضل أن يحصل على دورة تجنيد مدة سنة يتعلم مايفيده وما يحمي وطنه وما يدافع به عن نفسه -على الأقل- وماله وبيته لو اضطر إلى ذلك – لا قدر الله- أتمنى أن نرى مثل هذا المشروع واقعا يستفيد منه أبناؤنا وبلادنا , ولا أتمنى أن يكون ذلك بعيدا لاسيما وان سماحة المفتي قد المح إلى ذلك في إحدى خطبه , فنحن جميعا نرنو لأن يكون شبابنا ذا مسؤولية عالية تمكنه من النهوض بوطنه وأمته على المستوى المطلوب وتحميه في الحاضر والمستقبل سيما وأننا نعيش وسط أمواج متلاطمة من نيران الفتن والعبث المنهج .
[COLOR=#ff0016]الكاتب : توفيق محمد غنام[/COLOR]