بالأمس تفاجأ أهل الطائف بانقطاع للكهرباء في ثلاثة أرباع المدينة الجميلة ، وقد اتصل بي أحد الإخوة في حديقة الملك عبدالله ، وقال : أصيب الناس بالذعروالخوف ، وصاح الناس
وبدأ كل رب أسرة ينادي ويصرخ للبحث عن أبناءه وبناته ، وفي حديقة الملك فيصل ، كان الناس يقضون ليلتهم في إجازة الأسبوع ، ومع انقطاع الكهرباء تعلق الكثير من أبناءهم ونساءهم في الألعاب ، فماتسمع إلا صراخ وبكاء .
وفي الأسواق العامة كذلك ، أصاب الناس رعب شديد وخوف
وفي صورة أخرى تجد المستشفيات لم تسلم من الانقطاع والقضية ليست بالانقطاع بقدر حاجة الناس للأكسجين والبعض
في غرف العمليات فكيف سيكون حالهم .
ولعلي أقف وقفات مع ما حدث فأقول وبالله التوفيق :
الوقفة الأولى :-
-أن نعم الله كثيرة علينا ، ومن هذه النعم نعمة الكهرباء والتي لولاها بعد الله لرأيت الناس يتجهون للبراري ليسكنوا فيها ويرجعون للحياة البدائية ، وتصبح المنازل والقصور الفارهة جحيما لايطاق ، وهي نعمة تستحق الشكر.
الوقفة الثانية :-
- مع التصريحات العقيمة لشركة الكهرباء والاعتذار الغير منطقي والذي لايسمن ولا يغني من جوع ، سنوات طوال والمشكلة لازالت كما هي، ولا يظهر للناس أي تغير في هذا الشأن، فالكهرباء ضعيفة، والشبكة متهالكة وقديمة، والأحمال عليها فوق الطاقة، والكادر الفني والهندسي قليل وضعيف، ومعدات العمل ووسائله لا تتناسب مع المساحة الجغرافية الكبيرة التي تغطيها الشبكة مع ميزانية تدفعها الدولة لتغطية مدن المملكة بالكهرباء ولكن لا مجيب .
الوقفة الرابعة :-
- نسمع هنا وهناك في كل عام تصريحات المسئولون الذين يبدو أنهم أدمنوا الكذب حتى ألفوه، وصار عندهم ضرورياً وعادياً، يعدوننا أنهم زودوا الطاقة الكهربائية بكذا وكذا ميجاوات، وأنهم قاموا بتشغيل عدد كذا وكذا من المحطات، وأنهم تجاوزوا الأخطاء وأصلحوا الاختلالات، وأنهم قاموا بتقويتها حتى أوصلوها إلى عدد من المحافظات والقرى التابعة لها .
الوقفة الخامسة :-
-* عمي كبير في السن أراد الله له أن يعيش على اسطوانات
الأكسجين ، فتخيل معي لو انتهى الغاز وضاق تنفسه ، فماذا يعمل ، ولو كان عند سيدي المسؤول ذرة إحساس لتحرك لمعرفة سبب الانقطاعات الكهربائية المستمرة، والمعاناة الدائمة والمتواصلة، ولماذا تحولت المناطق إلى مدن أشباح بظلامها الدامس وليلها البهيم .
من يتحمل مسؤولية صرخات الأطفال، وتأذي المرضى والمسنون والكبار الذين ربما لا يجد بعضهم من يناديه، ويزيل عنه الحر، فيبقى يتلظى بلظاه، ويكتوي بحرارته، حتى تأتي الكهرباء التي لا تأتي إلا بعد أن يسود وجهه، ويحترق بدنه، وتلفح الحرارة أجزاء حساسة من جسمه.
الوقفة السادسة :-
رسالتي لسيدي المسؤول :-
إلا يهتم المسؤول في الكهرباء ومن فوقه خطورة الأمر ، أم أن أمن الوطن تحصيل حاصل ، ليس له أهمية ؟!!
ألا يكلف الواحد منهم نفسه بالنزول ولو ساعة واحدة وسط الأحياء والشوارع والكهرباء مقطوعة ؛ ليرى الأطفال الرضع، والشيوخ الركع، والنساء المستضعفات، وهم تحت البيوت محرومون من نومهم وأعمالهم، والبعوض يلسعهم والحرارة تلفحهم.
ألا يستحون؟ ألا يرون واقع الناس المرير؟ ألا يسمعون شكاوى الناس ويتقون لعناتهم ودعواتهم؟
ألا يستقيلون ويتركون هذا الأمر إن لم يكن لديهم طاقة وقدرة على تغييره وتحسينه ويكون هذا شرفاً وفخراً لهم قبل أن يأتي الأمر السلماني " كما فعل بأشياعهم " وماهو من الظالمين ببعيد ؟!!
سيدي المسؤول
نحن في بداية الصيف ، ولم يشتد الحر ، وهذا الانقطاع الكبير
على مستوى المحافظة ، فيا ترى كيف سيكون قادم الأيام.؟!!
أتمنى أن تصل الرسالة لصاحب الحزم والحسم والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل .
[COLOR=#ff0b00] عبدالله الحارثي[/COLOR]